فصل: 19- باب بقاء الإسلام إلى أن يأتي أمر الله

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ***


الجزء السابع عشر

47- كتاب الفتوح

1- باب ذكر فتوح العراق

4364- قَالَ أَبُو دَاوُدَ‏:‏ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ قِبَلَ الْعِرَاقِ، فَقَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ أَقْبِلْ بِقُلُوبِهِمْ‏.‏

4365- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا بشر بن السَّري، ثنا حماد بن سَلَمة، عن أبي عمران الجوني، عن علقمة بن عبد الله المزني، عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال‏:‏ إن عمر بن الخطاب شاور الهرمزان في أصبهان، وفارس، وأذربيجان، بأيهم يبدأ بها‏؟‏ فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين، إن أصبهان الرأس، وفارس وأذربيجان الجناحان، فإن قطعت الجناحين لاذ الرأس بالجناح الآخر، وإن قطعت الرأس وقع الجناحان، فأبدأ بأصبهان‏.‏ قال‏:‏ ودخل عمر رضي الله عنه المسجد فإذا هو بالنعمان بن مقرن يصلي، فانتظره حتى قضى صلاته، فقال‏:‏ إني مستعملك‏.‏ فقال‏:‏ أما جابيًا فلا، ولكن غازيًا‏.‏ قال‏:‏ فإنك غاز‏.‏ قال‏:‏ فسرحه وكتب إلى أهل الكوفة أن يلحقوا به، وفيهم الزبير بن العوام، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عمر، والمغيرة بن شعبة، والأشعث بن قيس، وعمرو بن معد يكرب رضي الله عنهم‏.‏ قال‏:‏ فأتاهم النعمان رضي الله عنه، وبينه وبينهم نهر، فبعث عليهم المغيرة بن شعبة‏.‏ قال‏:‏ ومَلِكهم ذو الجناحين، فاستشار أصحابه، فقال‏:‏ ما ترون أقعد لهم في هيئة الحرب، أم أقعد لهم في هيئة الملك وبهجته‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، بل أقعد لهم في هيئة الملك وبهجته‏.‏

4366- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن حماد بن سَلَمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل قال‏:‏ كتب خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى مهران ورستم وبلاد فارس‏:‏ من خالد بن الوليد إلى مهران ورستم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد‏:‏ فإني أعرض عليكما الإسلام، فإن أقررتما بالإسلام فلكما ما للإسلام، وعليكما ما على الإسلام، وإن أبيتما فإني أعرض عليكم الجزية، فإن أبيتما فإنَّ عندي رجالاً يحبون القتال كما تحب فارس الخمر‏.‏

4367- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا أبو الحارث، سُريج بن يونس، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ثنا مجالد، عن عامر- يعني الشَّعبي- قال‏:‏ وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد- يعني يوم اليمامة وقتل أهل الردة- أن يسير إلى الحيرة، ثم يمضي إلى الشام، فلما نزل الحيرة، كتب إلى أهل فارس، ثم قال‏:‏ إني لأحب أن لا أبرح حتى أفزعهم، فأغار عليهم، حتى انتهى إلى سورا، فقتل وسبى، ثم أغار على عين التمر، فقتل وسبى، ثم مضى إلى الشام‏.‏ قال عامر- يعني الشَّعبي-‏:‏ فأخرج إليّ ابنُ بقيلة- يعني‏:‏ عبد المسيح الحيري- كتاب خالد بن الوليد رضي الله عنه إليهم‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد‏:‏

فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو بالحمد الذي هو أهله، الذي فصل حزمكم، وفرق جماعتكم، ووهن بأسكم، وسلب ملككم، فإذا جاءكم كتابي هذا، فاعتقدوا مني الذمة، وأدو الجزية، وابعثوا إلي بالرهن، و إلا فوالذي لا إله إلا هو، لأقاتلنكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة، والسلام على من اتبع الهدى‏.‏

وحديث نضلة بن عمرو في فتح حلوان يأتي إن شاء الله تعالى في الفتن‏.‏

2- باب ما وقع في خلافة عمر رضي الله عنه من الفتوح

4368- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن داود، عن بشر بن أبي إسحاق، عن أبي السفر قال‏:‏ كان أبو بكر رضي الله عنه إذا بعث إلى الشام بايعهم على الطعن والطاعون‏.‏

4369- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا زهير، ثنا زيد بن الحُباب، ثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين، ثنا ابن أبي مُلَيْكة، عن ذكوان مولى عائشة قال‏:‏ إن درجًا أتي به عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فنظر إليه أكثر أصحابه، فلم يعرفوا قيمته، فقال‏:‏ أتأذنون أن أبعث به إلى عائشة لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها‏.‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ فأتي به عائشة رضي الله عنها، ففتحته، فقيل‏:‏ هذا أرسل به إليك عمر بن الخطاب، فقالت رضي الله عنها‏:‏ ماذا فتح عمر بن الخطاب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم لا تبقني لعطية قابل‏.‏

3- باب فتح الإسكندرية

4370- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ هُوَ الطَّحَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ هُوَ عَمْرُو بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ خَرَجَ جَيْشٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَا أَمِيرُهُمْ حَتَّى نَزَلْنَا، فَقَالَ عَظِيمٌ مِنْ عُظَمَائِهِمْ‏:‏ أَخْرِجُوا إِلَيَّ رَجُلاً أُكَلِّمُهُ وَيُكَلِّمُنِي، فَقُلْتُ‏:‏ لاَ يَخْرُجُ إِلَيْهِ غَيْرِي، فَخَرَجْتُ مَعِيَ بِتَرْجُمَانٍ وَمَعَهُ تَرْجُمَانُهُ حَتَّى وُضِعَ لَنَا مِنْبَرَانِ، فَقَالَ‏:‏ مَا أَنْتُمْ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ نَحْنُ الْعَرَبَ مِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ، وَنَحْنُ أَهْلَ بَيْتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، كُنَّا أَضْيَقَ النَّاسِ أَرْضًا، وَشَرَّهُ عَيْشًا، نَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ، وَيُغِيرُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، كُنَّا بِشَرِّ عَيْشٍ عَاشَ بِهِ النَّاسُ، حَتَّى خَرَجَ فِينَا رَجُلٌ لَيْسَ بَأَعْظَمِنَا يَوْمَئِذٍ شَرَفًا، وَلاَ أَكْثَرِنَا مَالاً، قَالَ‏:‏ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، يَأْمُرُنَا بِمَا لاَ نَعْرِفُ، وَيَنْهَانَا عَمَّا كُنَّا عَلَيْهِ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ آبَاؤُنَا، فَشَنَّعْنَا بِهِ وَكَذَّبْنَا، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ مَقَالَتَهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ غَيْرِنَا، فَقَالُوا‏:‏ نَحْنُ نُصَدِّقُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنَتَّبِعُكَ، وَنُقَاتِلُ مَنْ قَاتَلَكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ وَخَرَجْنَا إِلَيْهِ، وَقَاتَلَنَا وَقَاتَلْنَاهُ، فَقَتَلَنَا، وَظَهَرَ عَلَيْنَا وَغَلَبَنَا، وَتَنَاوَلَ مَنْ يَلِيَهُ مِنَ الْعَرَبِ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى ظَهْرَ عَلَيْهِمْ، فَلَوْ يَعْلَمُ مَنْ وَرَائِي مِنَ الْعَرَبِ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ جَاءَكُمْ حَتَّى يُشْرِكَكُمْ فِيمَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ، فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَكُمْ قَدْ صَدَقَ، وَقَدْ جَاءَتْنَا رُسُلُنَا بِمِثْلِ الَّذِي جَاءَ بِهِ رَسُولُكُمْ، وَكُنَّا عَلَيْهِ حَتَّى ظَهَرَتْ فِينَا مُلُوكٌ، فَجَعَلُوا يَعْمَلُونَ فِينَا بِأَهْوَائِهِمْ، وَيَتْرُكُونَ أَمْرَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِنْ أَنْتُمْ أَخَذْتُمْ بِأَمْرِ نَبِيِّكُمْ، لَمْ يُقَاتِلْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبْتُمُوهُ، وَلَمْ يُشَارِفْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ظَهَرْتُمْ عَلَيْهِ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ مِثْلَ الَّذِي فَعَلْنَا، فَتَرَكْتُمْ أَمْرَ نَبِيِّكُمْ، وَعَمِلْتُمْ مِثْلَ الَّذِي عَمِلُوا بِأَهْوَائِهِمْ، فَخُلِّيَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، لَمْ تَكُونُوا أَكْثَرَ عَدَدًا مِنَّا، وَلاَ أَشَدَّ قُوَّةً مِنَّا، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ فَمَا كَلَّمْتُ رَجُلاً قَطُّ أَمْكَرَ مِنْهُ‏.‏

4371- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ‏:‏ لَمَّا صَدَّ أَهْلُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، نَصَبَ عَلَيْهَا الْمَنْجَنِيقَ‏.‏

4- باب مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه

4372- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا المعتمر بن سليمان، أنا أبي، أنا أبو نَضْرَة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال‏:‏ سمع عثمان بن عفان رضي الله عنه أن وفد أهل مصر قد أقبلوا، فاستقبلهم، وكان رضي الله عنه في قرية خارجًا من المدينة – أو كما قال – فلما سمعوا به، أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه، قالوا‏:‏ كره أن يقدموا عليه المدينة أو نحو ذلك، فأتوه فقالوا له‏:‏ ادع بالمصحف، قال‏:‏ فدعا بالمصحف، فقالوا له‏:‏ افتح السابعة- وكانوا يسمون سورة يونس السابعة- فقرأ حتى أتى هذه الآية‏:‏ ‏{‏قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏ 59‏]‏ فقالوا له‏:‏ قف، أرأيت ما حُمي من حمى الله تعالى آلله آذن لك أم على الله تفتري‏؟‏ فقال‏:‏ امضه، نزلت في كذا وكذا، وأما الحمى، فإن عمر رضي الله عنه حمى الحمى قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت حميت لإبل الصدقة، امضه، فجعلوا يأخذونه بالآية، فيقول‏:‏ امضه، نزلت في كذا وكذا، وكان الذي يلي عثمان رضي الله عنه في سِنّك- قال‏:‏ يقول أبو نضرة‏:‏ يقول ذلك لي أبو سعيد وأنا في سنك، قال أبي‏:‏ ولم يخرج وجهي يومئذ، لا أدري لعله قال مرة أخرى‏:‏ وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة-‏.‏ قال‏:‏ ثم أخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرج، فعرفها، فقال‏:‏ استغفر الله وأتوب إليه‏.‏ ثم قال لهم‏:‏ ما تريدون‏؟‏ قالوا‏:‏ فأخذوا ميثاقه وكتب عليهم شرطًا، ثم أخذ عليهم أن لا يشقوا عصًا، ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم بشرطهم، أو كما أخذوا عليه، فقال لهم‏:‏ ما تريدون‏؟‏ قالوا‏:‏ نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء، فإنما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فرضوا، واقبلوا معه إلى المدنية راضين‏.‏ قال‏:‏ فقام رضي الله عنه فخطبهم، فقال‏:‏ إني والله ما رأيت وفدًا في الأرض هو خير من هذا الوفد الذي من أهل مصر، ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه، ومن كان له ضرع فيحتلب، ألا إنه لا مال لكم عندنا‏.‏ قال‏:‏ فغضب الناس، وقالوا‏:‏ هذا مكر بني أمية‏.‏ ثم رجع الوفد المصريون راضين، فبينما هم في الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ويفارقهم، ثم يرجع إليهم، ثم يفارقهم ويسبهم، قالوا له‏:‏ ما لك‏؟‏ إن لك لأمرًا ما شأنك‏؟‏ فقال‏:‏ أَخْبَرَنَا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، ففتشوه، فإذا هم بالكتاب معه على لسان عثمان رضي الله عنه، عليه خاتمه إلى عامله بمصر أن يقتلهم أو يصلبهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، فأقبلوا حتى قدموا المدينة، فأتوا عَلِيًّا رضي الله عنه، فقالوا‏:‏ ألم تر إلى عدو الله يكتب فينا كذا وكذا، وإن الله قد أحل دمه، قم معنا عليه‏.‏ قال‏:‏ والله لا أقوم معكم إليه‏.‏ قالوا‏:‏ فلِمَ كتَبْتَ إلينا‏؟‏ قال‏:‏ والله ما كتبتُ إليكم كتابًا قط‏.‏ قال‏:‏ فنظر بعضهم إلى بعض، فقالوا‏:‏ لهذا تقاتلون أم لهذا تغضبون‏.‏

فانطلق علي رضي الله عنه يخرج من المدينة إلى قرية، فانطلقوا حتى دخلوا إلى عثمان رضي الله عنه، فقالوا له‏:‏ كتبت فينا كذا وكذا، وإن الله قد أحل دمك‏.‏

فقال رضي الله عنه‏:‏ إنهما اثنتان‏:‏ أن تقيموا علي رجلين من المسلمين، أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو، ما كتبتُ، ولا أمليتُ ولا علمتُ، وقد تعلمون إن الكتاب يكتب على كتاب الرجل، وقد ينقش الخاتم على الخاتم‏.‏ قالوا‏:‏ فوالله لقد أحل الله دمك بنقض العهد والميثاق‏.‏ قال‏:‏ فحاصروه رضي الله عنه، فأشرف عليهم وهو محصور ذات يوم، فقال‏:‏ السلام عليكم‏.‏ قال أبو سعيد‏:‏ فوالله ما اسمعُ أحدًا من الناس ردّ عليه السلام، إلا أن يرد الرجل في نفسه، فقال‏:‏ أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل علمتم‏؟‏ قال‏:‏ فذكر شيئًا في شأنه، وذكر أيضًا- أرى كتابته المفصل- ففشا النهي، فجعل يقول الناس‏:‏ مهلاً عن أمير المؤمنين‏.‏ ففشى النهي، فقام الأشتر- فلا أدري أيومئذ أم يوم آخر- قال‏:‏ فلعله قد مكر به وبكم‏.‏ قال‏:‏ فوطئه الناس حتى لقي كذا وكذا‏.‏ ثم إنه رضي الله عنه أشرف عليهم مرة أخرى، فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة، وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعون بها، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم‏.‏ قال‏:‏ ثم إنه رضي الله عنه فتح الباب، ووضع المصحف بين يديه، ذلك أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له‏:‏ يا عثمان، أفطر عندنا الليلة‏.‏ قال أبي‏:‏ فحدثني الحسن أن محمد بن أبي بكر رضي الله عنه دخل عليه، فأخذ بلحيته، فقال رضي الله عنه‏:‏ لقد أخذت مني مأخذًا- أو قعدت مني مقعدًا – ما كان أبوك ليقعده – أو قال ليأخذه – فخرج وتركه، ودخل عليه رضي الله عنه رجل يقال له‏:‏ الموت الأسود فخنقه، ثم خنقه، ثم خرج، فقال‏:‏ والله لقد خنقته فما رأيت شيئًا قط ألين من حلقه، حتى رأيت نفسه يتردد في جسده كنفس الجان‏.‏ قال‏:‏ فخرج وتركه‏.‏ قال‏:‏ وفي حديث أبي سعيد‏:‏ ودخل عليه رجل، فقال‏:‏ بيني وبينك كتاب الله‏.‏ فخرج وتركه، ثم دخل عليه آخر، فقال‏:‏ بيني وبينك كتاب الله تعالى‏.‏ والمصحف بين يديه، فأهوى بالسيف، فاتقاه عثمان رضي الله عنه بيده فقطعها، فما أدري أبانها، أم قطعها، ولم يُبنها، قال عثمان رضي الله عنه‏:‏ أما والله إنها لأول كف خطت المفصل‏.‏ قال‏:‏ وقال في غير حديث أبي سعيد‏:‏ فدخل عليه التجيبي، فأشعره مشقًا، فانتضح الدم على هذه الآية ‏{‏فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 137‏]‏ قال‏:‏ فإنها في المصحف ما حُكّت بعد‏.‏ قال‏:‏ وأخذت بنت الفرافصة رضي الله عنها حُلِيّها- في حديث أبي سعيد- فوضعته في حجرها، وذلك قبل أن يقتل رضي الله عنه، فلما أشعر – أو قُتِلَ – تفاجت عليه، فقال بعضهم‏:‏ قاتلها الله ما أعظم عجيزتها ‏!‏ فقال أبو سعيد‏:‏ فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا‏.‏ قلت‏:‏ رجاله ثقات، سمع بعضهم من بعض‏.‏

4373- أخبرنا عبد الرزاق، أنا مَعْمَر، عن الزهري، عن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري، عن أبيه قال‏:‏ كان عبد الله بن سلام رضي الله عنه قبل أن يأتي أهل مصر يدخل على رؤوس قريش، فيقول لهم‏:‏ لا تقتلوا هذا الرجل- يعني‏:‏ عثمان رضي الله عنه-‏.‏ فيقولون‏:‏ والله ما نريد قتله‏.‏ فيخرج وهو متكئ على يدي، يقول‏:‏ والله، ليقتلنه‏.‏ ثم قال لهم‏:‏ لا تقتلوه، فوالله ليموتن إلى أربعين يومًا‏.‏ فأبوا، فخرج عليهم بعد أيام، فقال لهم‏:‏ لا تقتلوه، فوالله ليموتن إلى خمس عشرة ليلة‏.‏

هذا إسناد حسن‏.‏

4374- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنِ ابْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ‏:‏ إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَمْ تَزَلْ مُحِيطَةٌ بِمَدِينَتِكُمْ هَذِهِ مُنْذُ قَدِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَوْمِ، وَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَيَذْهَبَنَّ ثُمَّ لاَ يَعُودُ إِلَيْكُمْ أَبَدًا، وَإِنَّ السَّيْفَ لَمْ يَزَلْ مَغْمُودًا فِيكُمْ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَيَسُلَّنَّهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ لاَ يُغْمَدُ عَنْكُمْ أَبَدًا، أَوْ قَالَ‏:‏ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَا قُتِلَ نَبِيُّ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَلاَ قُتِلَ خَلِيفَةٌ إِلاَّ قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ أَلْفًا، وَذَكَرَ أَنَّهُ قُتِلَ عَلَى دَمِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعُونَ أَلْفًا‏.‏

4375- أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن أيوب الأحمر- وهو أيوب بن عايد- عن حُميد بن هلال، عن عبد الله بن مغفل قال‏:‏ كان عبد الله بن سلام رضي الله عنه يأتي على أتان من أرض له يوم الجمعة، فذكر الحديث نحو حديث معمر‏.‏

4376- حدَّثنا النَّضر بن شُميل، ثنا سليمان- وهو ابن المغيرة- ثنا حُميد- وهو ابن هلال- العدوي، ثنا عبد الله بن مغفل قال‏:‏ كان عبد الله بن سلام رضي الله عنه يجيء من أرض له على أتان أو حمار يوم الجمعة، فيبكر، فإذا قضى الصلاة أتى أرضه، فلما هاج الناس بعثمان رضي الله عنه، قال لهم عبد الله بن سلام رضي الله عنه‏:‏ لا تقتلوه، واستعتبوه، فوالذي نفسي بيده، ما قتلت أمة نبيها، فأصلح الله ذات بينهم حتى يهريقوا دم سبعين ألفًا، وما قتلت أمة خليفة، فأصلح الله ذات بينهم حتى يهريقوا دم أربعين ألفًا، وما هلكت أمة قط حتى يرفعوا القرآن على السلطان، ثم قال لهم‏:‏ لا تقتلوه واستعتبوه‏.‏ قال‏:‏ فما نظروا فيما قال، فقتلوه، قال‏:‏ فجلس على طريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى أتاه علي رضي الله عنه، فقال له‏:‏ أين تريد‏؟‏ فقال‏:‏ العراق، فقال‏:‏ لا تأت العراق، وعليك بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالزمه، ولا أدري هل ينجيك، فوالله لئن تركته لا تراه أبدًا، فقال من حوله‏:‏ دعنا فلنقتله‏.‏ قال علي رضي الله عنه‏:‏ إن عبد الله بن سلام منا رجل صالح‏.‏ قال ابن مغفل‏:‏ وكنت استأذنت ابن سالم في أرض إلى جنب أرضه أن أشتريها، فقال لي بعد ذلك‏:‏ هذا رأس أربعين سنة، وسيكون بعدها صلح، فاشترها‏.‏ قال سليمان‏:‏ فقلت لحميد‏:‏ كيف يرفعون القرآن على السلطان‏؟‏ فقال‏:‏ ألم تر إلى الخوارج كيف يتأولون القرآن على السلطان‏.‏

4377- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا خالد بن زياد الزيّات، حدثني زرعة بن عمرو، عن أبيه قال‏:‏ كان أبي رابع أربعة فيمن دفن عثمان رضي الله عنه يوم الدار، بعد العشاء الآخرة بالبقيع‏.‏

4378- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا شبابة بن سَوَّار، ثنا يحيى بن أبي راشد مولى عمرو بن حريث، عن عُقبة بن أُسيد ورجل آخر سماه، كلاهما عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال‏:‏ حدثتني نائلة بنت الفرافصة الكليبة امرأة عثمان رضي الله عنهما قالت‏:‏ لما حوصر عثمان رضي الله عنه ظل يومه صائمًا، فلما كان عند الإفطار سألهم الماء العذب، فقالوا‏:‏ دونك هذا الركيّ، وإذا ركيّ يُلقى فيه النتن، فبات تلك الليلة على حاله لم يطعم، فلما كان من السحر، أتيت جارة لنا، على أحاجين- يعني‏:‏ أسطحة متواصلة- فسألهم الماء العذب، فجئته بكوز من ماء، فلما نزلت فإذا هو رضي الله عنه نائم أسفل الدرجة يغطّ، فأيقظته، فقلت‏:‏ هذا ماء عذب قد أتيتك به، فرفع رضي الله عنه رأسه، فنظر إلى الفجر، فقال‏:‏ إني صائم أصبحت صائمًا‏.‏ فقلت‏:‏ ومن أين ولم أر أحدًا أتاك بطعام ولا شراب‏؟‏ قال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع عليّ من هذا السقف، ومعه دلو من ماء، فقال‏:‏ اشرب يا عثمان‏.‏ فشربت، فرويت‏.‏ ثم قال‏:‏ ازدد‏.‏ فشربت حتى تملأت، فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن القوم سينكرون عليك فإن تركتهم أفطرت عندنا‏.‏ قالت‏:‏ فدخلوا عليه من يومه، فقتلوه رضي الله عنه‏.‏

4379- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا يزيد بن هارون، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي ليلى الكندي قال‏:‏ أشرف علينا عثمان رضي الله عنه يوم الدار، فقال‏:‏ يا أيها الناس، لا تقتلوني فإنكم إن قتلتموني كنتم هكذا‏.‏ وشبّك بين أصابعه رضي الله عنه‏.‏

4380- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ إِنَّ عُثْمَانَ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ وَإزْارُهُ مَحْلُولٌ، فَقَالَ‏:‏ ادْنُ مِنِّي يَا عُثْمَانُ، فَدَنَا مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ ادْنُ مِنِّي يَا عُثْمَانُ، فَدَنَا مِنْهُ، حَتَّى أَصَابَتْ رُكْبَتُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رُكْبَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَزَرَّرَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا عُثْمَانُ، إِنَّكَ تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْدَاجُكَ تَشْخَبُ دَمًا، فَأَقُولُ‏:‏ مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا‏؟‏ فَتُسَمِّي وَتَشْتَكِي، بَيْنَ آمِرٍ وَمَاكِرٍ وَخَاذِلٍ، فَبَيْنَمَا أَنْتَ كَذَلِكَ، إِذْ تَسْمَعُ هَاتِفًا يَهْتِفُ مِنَ السَّمَاءِ‏:‏ أَلاَ إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي حُكْمِ أَعْدَائِهِ وَلِيٌّ، فَكَيْفَ أَنْتَ يَا عُثْمَانُ عِنْدَ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، ثَلاَثًا‏.‏

4381- حدَّثنا الحسن بن قتيبة، ثنا حسين المعلم، عن نافع قال‏:‏ لبس ابن عمر رضي الله عنهما الدرع، يوم الدار- دار عثمان رضي الله عنه- مرتين، فدخل عليه، فقال‏:‏ صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت أعرف له حق النبوة، وحق الولاية، وصحبت أبا بكر، فكنت أعرف له حق الولاية، ثم صحبت عمر، فكنت أعرف له حق الولاية، وحق الوالد، وأنا أعرف لك مثل ذلك، فقال رضي الله عنه‏:‏ جزاكم الله خيرًا يا آل عمر، أقعد في بيتك حتى يأتيك أمري‏.‏

4382- حدَّثنا خالد بن القاسم، ثنا أبو معشر، قال‏:‏ سمعت أبا سعيد المَقْبُري، يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ كنت محصورًا في الدار مع عثمان رضي الله عنه فرموا رجلاً منا، فقتلوه، فقلت‏:‏ يا أمير المؤمنين، طاب الضراب، قتلوا منا رجلاً‏.‏ فقال رضي الله عنه‏:‏ عزمت عليك يا أبا هريرة لما رميت بسيفك، فإنما تُرَادُ نفسي، وسأقي المسلمين بنفسي، قال أبو هريرة رضي الله عنه‏:‏ فرميت بسيفي فما أدري أين هو حتى الساعة‏.‏

4383- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ حَبِيبٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَصْقَلَةَ، قَالاَ‏:‏ بَعَثَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ ارْفَعْ رَأْسَكَ تَرَى هَذِهِ الْكُوَّةَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشْرَفَ مِنْهَا اللَّيْلَةَ، فَقَالَ‏:‏ يَا عُثْمَانُ، أَحَصَرُوكَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، فَأَدْلَى لِي دَلْوًا شَرِبْتُ مِنْهُ، فَإِنِّي أَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى فَنَصَرَكَ عَلَيْهِمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْطَرْتَ عِنْدَنَا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ مَا الَّذِي اخْتَرْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْفِطْرَ عِنْدَهُ صلى الله عليه وسلم، فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، قَالَ لاِبْنِهِ‏:‏ اخْرُجْ، فَانْظُرْ مَا صَنَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذِهِ السَّاعَةَ حَيًّا، فَانْصَرَفَ إِلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ قَدْ قُتِلَ الرَّجُلُ‏.‏

4384- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا عُبيد الله بن عمر، ثنا عفان، ثنا وُهَيْب، عن موسى بن عُقبة، عن أبي علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف، عن كثير بن الصلت قال‏:‏ نام عثمان رضي الله عنه في ذلك اليوم الذي قتل فيه، وهو يوم الجمعة، فلما استيقظ قال‏:‏ لولا أن يقول الناس تمنى عثمان رضي الله عنه أمنية، لحدثتكم حديثًا‏.‏ قال‏:‏ قلنا‏:‏ حدثنا أصلحك الله، فلسنا نقول كما يقول الناس‏.‏ قال رضي الله عنه‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي هذا فقال‏:‏ إنك شاهد معنا الجمعة‏.‏

وقال البزار‏:‏ حدَّثنا محمد بن المثنى، ثنا المغيرة بن مسلمة، ثنا وُهَيْب، عن موسى، حدَّثنا أبو علقمة، به‏.‏

- وأخرجه الحاكم‏.‏

4385- وقَالَ أَبُو يَعْلَى أيضًا‏:‏ ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، قال‏:‏ سمعت أبا جعفر الرازي يذكر عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ إن عثمان رضي الله عنه أصبح يحدث الناس قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال‏:‏ يا عثمان، أفطر عندنا‏.‏ فأصبح رضي الله عنه صائمًا وقُتِلَ من يومه رضي الله عنه‏.‏

ورواه البزار، عن إبراهيم بن زياد، عن إسحاق بن سليمان، به‏.‏

- وأخرج الحاكم من طريق إسحاق بن سليمان، وصححه‏.‏

4386- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرة، ثنا محمد بن عباد الهُنَائي، حدَّثنا ابن أبي فضالة، أنا الحضرمي، عن أبي مريم بن رضيع الجارود قال كنت بالكوفة، فقام الحسن بن علي خطيبًا فقال‏:‏ يا أيها الناس رأيت البارحة في منامي عجبا، ً رأيت الرب تبارك وتعالى فوق عرشه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام عند قائمة من قوائم العرش، فجاء أبو بكر رضي الله عنه، فوضع يده على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاء عمر رضي الله عنه، فوضع يده على منكب أبي بكر رضي الله عنه، ثم جاء عثمان رضي الله عنه، فكان نبذة، فقال‏:‏ يا رب سل عبادك فيم قتلوني‏؟‏ قال‏:‏ فانبعث من السماء ميزابان من دم في الأرض‏.‏ قال‏:‏ فقيل لعلي رضي الله عنه‏:‏ ألا ترى ما يحدث به الحسن رضي الله عنه‏؟‏ قال رضوان الله تعالى عليه‏:‏ يحدث بما رأى‏.‏

4387- حدَّثنا سفيان بن وكيع، ثنا جميع بن عمير العجلي، عن مجاهد أو مجالد، عن طحرب العجلي، عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال‏:‏ لا أقاتل بعد رؤيا رأيتها، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعًا يده على العرش، ورأيت أبا بكر رضي الله عنه واضعًا يده على النبي صلى الله عليه وسلم، ورأيت عمر رضي الله عنه واضعًا يده على أبي بكر رضي الله عنه، ورأيت عثمان رضي الله عنه واضعًا يده على عمر رضي الله عنه، ورأيت دمًا بينهم، فقلت‏:‏ ما هذا الدم‏؟‏ قيل‏:‏ دم عثمان رضي الله عنه يطلب الله تعالى به‏.‏

4388- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا أبو عبد الله بن الأعرابي، ثنا سعيد بن مسلم، عن ابن عون، قال‏:‏ سمعت القاسم بن محمد يقول‏:‏ اللهم اغفر لأبي ذنبه في عثمان رضي الله عنه‏.‏

4389- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا عبد الوهاب، عن أيوب، عن أبي قِلابة قال‏:‏ إن رجلاً من قريش يقال له‏:‏ ثمامة، كان على صنعاء، فلما قتل عثمان رضي الله عنه خطب، فبكا بكاء شديدًا، فلما أفاق، قال‏:‏ اليوم انتزعت خلافة النبوة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وصارت ملكًا وجبرية، من غلب على شيء أكله‏.‏

4390- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا يزيد- هو ابن هارون- أخبرنا أبو الأشهب، عن الحسن أنه سمعه يقول‏:‏ لقد رأيت الذين تكلموا في عثمان رضي الله عنه وتخاصموا في المسجد، حتى ما أرى أديم السماء، وإن أنسأنًا من حجر النبي صلى الله عليه وسلم أشار بمصحف، وقال‏:‏ ألم تعلموا أن محمدًا صلى الله عليه وسلم بريء ممن فارق دينه، وكانوا شيعًا ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 159‏]‏ الآية‏.‏

4391- حدَّثنا ابن عُلَيَّة، عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عبد الله بن الزبير قال‏:‏ قلت لعثمان رضي الله عنه‏:‏ إن معك في الدار عصبة مستنصرة ينصر الله تعالى بأقل منها، فأذن لي فلأقاتل، فقال رضي الله عنه‏:‏ أنشد الله رجلاً أهراق فيّ دمه، أو قال أهراق فيّ دمًا‏.‏

4392- َقَالَ إِسْحَاقُ، ثنا أبو عامر العَقَدي، عن محمد- وهو ابن طلحة بن مصرف- حدثني كنانة مولى صفية بنت حيي أنه شهد مقتل عثمان قال‏:‏ أَخْبَرَنَا يومئذٍ ابن أربع عشرة سنة، قال‏:‏ أمرتنا صفية أن نرحل بغلة بهودج فرحلناها، ثم مشينا حولها إلى الباب، فإذا الأشتر وناس معه، فقال لها الأشتر‏:‏ ارجعي إلى بيتك فأبت، فرفع قناة معه أو رمحًا فضرب عجز البغلة، فثبت البغلة، ومال الهودج حتى كاد أن يقع، فلما رأت ذلك قالت‏:‏ ردوني، ردوني‏.‏ قال‏:‏ قد خرج من الدار أربعة نفر من قريش مضروبين محمولين كانوا يدرؤون عن عثمان، فذكر الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير، وابا حاطب، ومروان بن الحكم، قلت‏:‏ فهل تدمى محمد بن أبي بكر من دمه بشيء‏؟‏ قال‏:‏ معاذ الله، دخل عليه، فقال عثمان‏:‏ لست بصاحبه‏.‏ وكلَّمه بكلام فخرج ولم يدر من دمه بشيء‏.‏ قلت‏:‏ فمن قتله‏؟‏ قال‏:‏ رجل من أهل مصر يقال له‏:‏ جبلة فجعل يقول‏:‏ أَخْبَرَنَا قاتل نعثل، قلت‏:‏ فأين عثمان يومئذٍ‏؟‏ قال‏:‏ في الدار‏.‏

5- باب براءة علي رضي الله عنه من قتل عثمان رضي الله عنه

4393- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عبد الله، عن ربيح، عن أبي موسى، عن عبد الله بن أبي سفيان، قال‏:‏ إن عَلِيًّا رضي الله عنه قال‏:‏ إن بني أمية يقاتلونني، يزعمون أني قتلتُ عثمان رضي الله عنه، وكذبوا، إنما يريدون الملك، ولو أعلم أنه يُذهب ما في قلوبهم أني أحلف لهم عند المقام‏:‏ والله ما قتلتُ عثمان ولا أَمرتُ بقتله، لفعلتُ، ولكن إنما يريدون الملك، وإني لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 47‏]‏ الآية‏.‏

6- باب قتال أهل البغي

4394- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْمُرَادِيُّ أَبُو الْعَلاَءِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الْبَصْرَةَ فِي أَمْرِ طَلْحَةَ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّاءِ، وَابْنُ عَبَّادٍ، فَقَالاَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا، أَوَصِيَّةً أَوْصَاكَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَمْ عَهْدًا عَهِدَهُ عِنْدَكَ، أَوْ رَأَيًا رَأَيْتَهُ حِينَ تَفَرَّقَتِ الْأُمَّةُ، وَاخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهَا‏؟‏ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ مَا أَكُونُ أَوَّلَ كَاذِبٍ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَوْتَ فَجْأَةٍ، وَلاَ قُتِلَ قَتْلاً، وَلَقَدْ مَكَثَ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، كُلَّ ذَلِكَ يَأْتِيهِ الْمُؤَذِّنُ، فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ، فَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، وَلَقَدْ تَرَكَنِي وَهُوَ صلى الله عليه وسلم يَرَى مَكَانِي، وَلَوْ عَهِدَ إِلَيَّ شَيْئًا لَقُمْتُ بِهِ، حَتَّى عَارَضَتْ فِي ذَلِكَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ، فَقَالَتْ‏:‏ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فِي أَمْرِهِمْ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ وَلَّى أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمْرَ دِينِهِمْ، فَوَلَّوْهُ أَمْرَ دُنْيَاهُمْ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَبَايَعْتُهُ مَعَهُمْ، فَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي، وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ، فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَجَعَلَهَا فِي وَلَدِهِ، فَأَشَارَ بِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَمْ يَأْلُ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَبَايَعْتُهُ مَعَهُمْ، وَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي، وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ، فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَجَعَلَهَا فِي وَلَدِهِ، وَكَرِهَ أَنْ يَتَخَيَّرَ مِنْ مَعْشَرِ قُرَيْشٍ رَجُلاً، فَيُوَلِّيهِ أَمْرَ الْأُمَّةِ، فَلاَ تَكُونُ فِيهِ إِسَاءَةٌ مِنْ بَعْدِهِ إِلاَّ لَحِقَتْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَبْرِهِ، فَاخْتَارَ مِنَّا سِتَّةً، أَنَا فِيهِمْ، لِنَخْتَارَ لِلْأُمَّةِ رَجُلاً، فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا وَثَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَوَهَبَ لَنَا نَصِيبَهُ مِنْهَا عَلَى أَنْ نُعْطِيَهُ مَوَاثِيقَنَا عَلَى أَنْ يخْتَارَ مِنَ الْخَمْسَةِ رَجُلاً، فَيُوَلِّيهِ أَمْرَ الْأُمَّةِ، فَأَعْطَيْنَاهُ مَوَاثِيقَنَا، فَأَخَذَ بِيَدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَايَعَهُ، وَلَقَدْ عَرَضَ فِي نَفْسِي عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَمَّا نَظَرْتُ فِي أَمْرِي، فَإِذَا عَهْدِي قَدْ سَبَقَ بَيْعَتِي، فَبَايَعْتُ وَسَلَّمْتُ، وَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي، وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، نَظَرْتُ فِي أَمْرِي، فَإِذَا الْمَوْثِقَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي عُنُقِي لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَدِ انْجَلَتْ، وَإِذَا الْعَهْدُ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ وَفَّيْتُ بِهِ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي دَعْوَى، وَلاَ طَلِبَةٌ، فَوَثَبَ فِيهَا مَنْ لَيْسَ مِثْلِي، يَعْنِي‏:‏ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لاَ قَرَابَتُهُ قَرَابَتِي، وَلاَ عِلْمُهُ كَعِلْمِي، وَلاَ سَابِقَتُهُ كَسَابِقَتِي، وَكُنْتُ أَحَقَّ بِهَا مِنْهُ، قَالاَ‏:‏ صَدَقْتَ، فَأَخْبِرْنَا عَنْ قِتَالِكَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، يَعْنِيَانِ‏:‏ طَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا صَاحِبَاكَ فِي الْهِجْرَةِ، وَصَاحِبَاكَ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، وَصَاحِبَاكَ فِي الْمَشُورَةِ، فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ بَايَعَانِي بِالْمَدِينَةِ وَخَالَفَانِي بِالْبَصْرَةِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِمَّنْ بَايَعَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِمَّنْ بَايَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ‏.‏

4394- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ سَالِمٍ الْمُرَادِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِثْلَهُ سَوَاءً، قُلْتُ‏:‏ رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالنِّسَائِيُّ طَرَفًا مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ‏.‏

4395- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ النِّسَائِيُّ، عَنْ كَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هَلْ تَدْرِي كَيْفَ حُكْمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْنَا‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ لاَ يُجْهَزُ عَلَى جَرِيحِهَا، وَلاَ يُقْتَلُ أَسِيرُهَا، وَلاَ يُتْبَعُ هَارِبُهَا‏.‏

4396- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا الْكَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظٍ قَالَ لاِبْنِ أُمِّ عَبْدٍ‏:‏ هَلْ تَعْلَمُ إِلَى آخِرِهِ، وَزَادَ وَلاَ يُقْسَمُ فَيْئُهُمْ، هَذَا حُكْمُ اللَّهِ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهُمْ عِنْدَنَا الْخَوَارِجُ‏.‏

4397- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا لِي أَرَاكَ تَسْتَحِيلُ النَّاسَ اسْتِحَالَةَ الرَّجُلِ إِبِلَهُ، أَبِعَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ شَيْئًا رَأَيْتَهُ‏؟‏ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ، وَلاَ كُذِّبْتُ، وَلاَ ضَلَلْتُ، وَلاَ ضُلَّ بِي، بَلْ عَهْدٌ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى‏.‏

4398- وبه- أي‏:‏ عن علي رضي الله عنه- عهد إلىَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن أقاتل الناكثين، والقاسطين، المارقين‏.‏

رواه البزار‏:‏ حدثنا عباد بن يعقوب، ثنا الربيع‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ وقال‏:‏ لا نعلمه عن علي رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد‏.‏

4399- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ أُمِرْتُ بِقَتْلِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ‏.‏

7- باب وقعة الجمل

4400- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الْجَمَلِ الأَدِيبِ، يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى كَثِيرَةٌ، وَتَنْجُوَ بَعْدَ مَا كَادَتْ‏.‏

4401- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا عبد الله بن إدريس، قال‏:‏ سمعت حُصَينًا يحدث عن عمر بن جاوان، عن الأحنف بن قيس قال‏:‏ خرجنا حجاجًا فقدمنا المدينة، فبينا نحن في منازلنا، نضع رحالنا، إذ أتأنا آتٍ، فقال‏:‏ إن الناس قد فزعوا، وقد اجتمعوا في المسجد، فانطلقنا إلى المسجد‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر الحديث في مناشدة عثمان رضي الله عنه الصحابة وإقرارهم رضي الله عنهم بمناقبه‏.‏ قال الأحنف بن قيس‏:‏ ولقيت طلحة والزبير رضي الله عنهما، فقلت‏:‏ لا أرى هذا إلا مقتولاً، فمن تأمراني أن أبايع‏؟‏ قالا‏:‏ عَلِيًّا‏.‏ فقلت‏:‏ أتأمراني بذلك وترضيانه لي‏؟‏ فقالا‏:‏ نعم‏.‏

فخرجت حتى قدمتُ مكة، فأنا لكذلك إذ قيل قُتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فأتيتها، فقلت لها‏:‏ أنشدك الله من تأمريني أن أبايع‏؟‏ قالت رضي الله عنها‏:‏ عَلِيًّا‏.‏ فقلت‏:‏ أتأمريني بذلك وترضينه لي‏؟‏ قالت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فرجعت، فقدمت على علي رضي الله عنه بالمدينة فبايعته، ثم رجعت إلى أهلي بالبصرة، ولا أرى إلا أن الأمر قد استقام، فبينما نحن كذلك إذ أتأنا آتٍ فقال‏:‏ هذه عائشة أم المؤمنين، وطلحة، والزبير رضي الله عنهم قد نزلوا جانب الخُرَيْبَة‏.‏ فقلت‏:‏ فما جاء بهم‏؟‏ قالوا‏:‏ أرسلوا إليك يستنصروا على دم عثمان رضي الله عنه، قتل مظلومًا‏.‏ فأتاني أفظع أمر أتاني قط، فقلت‏:‏ إن خذلاني قومًا معهم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم لشديد، وإن قتالي رجلاً ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمروني ببيعته لشديد‏.‏

فلما أتيتهم، قلت لهم‏:‏ ما جاء بكم‏؟‏ فقالوا‏:‏ جئنا نستنصر على دم عثمان رضي الله عنه، قتل مظلومًا‏.‏ فقلت‏:‏ يا أم المؤمنين، أنشدك الله أقلت لك بمن تأمرينّي‏؟‏ فقلتِ‏:‏ عَلِيًّا‏.‏ فقلت‏:‏ ُ أتأمريني وترضينه لي‏؟‏ فقلتِ‏:‏ نعم‏؟‏ فقالت‏:‏ نعم‏.‏ فقلت للزبير رضي الله عنه‏:‏ يا حواري رسول الله ويا طلحة، أنشدكما بالله، أقلت لكما من تأمرانّي أن أبايع‏؟‏ فقلتما لعليّ‏.‏ فقلت‏:‏ أتأمراني به وترضيانه لي‏؟‏ فقلتما‏:‏ نعم‏؟‏ فقالا‏:‏ نعم‏.‏ فقلت فوالله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا أقاتل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً أمرتموني ببيعته، أختاروا مني إحدى ثلاث‏:‏ إما أن تفتحوا لي باب الجسر، فألحق بأرض كذا- يعني بأرض العجم- حتى يقضي الله في أمره ما قضى، أو ألحق بمكة، أو اعتزل فأكون قريبًا منكم، لا معكم ولا عليكم‏.‏ فقالوا‏:‏ نأتمر، ثم نرسل إليك‏.‏ قال‏:‏ فأتمروا، فقالوا‏:‏ إما أن يفتح له باب الجسر فيلحق بأرض الأعاجم فإنه يأتيه المفارق والخاذل، وإما أن يلحق بمكة ليتعجبنكم في قريش، ويخبرهم بأخباركم، ليس ذلك لكم بأمر، ولكن اجعلوه قريبًا ها هنا، حيث تطؤون على صماخه، فاعتزل بالجلحاء من البصرة، على فرسخين، فاعتزل معه ناس زهاء ستة آلاف‏.‏

ثم التقى الناس، فكان أول قتيل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، قال‏:‏ وكان كعب بن سور يقرأ المصحف، ويذكّر هؤلاء وهؤلاء حتى قتل كعب، وقتل من قتل منهم، وبلغ الزبير رضي الله عنه سفوان من البصرة بمكان القادسية منكم، قال‏:‏ فلقيه النعر- رجل من بني مجاشع- فقال‏:‏ أين تذهب يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، إليّ فأنت في ذمتي، لا يوصل إليك فأقبل معه‏.‏ قال‏:‏ فأتى إنسان الأحنف بن قيس، فقال‏:‏ ها هو ذا الزبير قد لقي سفوان قال فما يأمن‏؟‏ جمع بين المسلمين حتى ضرب بعض حواجب بعض بالسيف، ثم لحق ببنيه وأهله، قال‏:‏ فسمع عويمر بن جرموز، وفضالة بن حابس ونفيع، فركبوا في طلبه، فلقوه مع النعر‏.‏

4401- وأخبرنا المعتمر بن سليمان قال‏:‏ سمعت أبي يحدث عن حُصَين، ثنا عمر بن جاوان، رجل من بني تميم، وذاك أني قلت له‏:‏ أرأيت اعتزال الأحنف بن قيس ما كان‏؟‏ فقال‏:‏ سمعت الأحنف بن قيس يقول‏:‏ أتيت المدينة وأنا حاج‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر الحديث نحو ما تقدم‏.‏ قال‏:‏ فسمعه غواة من الناس منهم ابن جرموز، وفضالة، ونفيع، فانطلقوا في طلبه، فلقوه مقبلاً مع النعر، فأتاه عمير بن جرموز من خلفه، فطعنه طعنة ضعيفة، وهو على فرس له ضعيف، فحمل عليه الزبير رضي الله عنه على فرس له، يقال له‏:‏ ذو الخمار، فلما ظن ابن جرموز أن الزبير رضي الله عنه قاتله، نادى فضالة ونفيعًا، فحملا على الزبير رضي الله عنه فقتلاه‏.‏

4402- أخبرنا المعتمر بن سليمان، حدثني رجل من موالي بني تميم، يقال له‏:‏ أبو سفيان إن عاتكة امرأة عمر رضي الله عنه قالت‏:‏ غدر ابن جرموز بفارس بهمة يوم اللقاء وكان غير معرد يا عمرو لو نبهته لوجدته لا طائشًا رعش اليدين ولا اليد شلت يمينك إن قتلت لمؤمنًا حلت عليك عقوبة المتعمد‏.‏

4403- أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، أنا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ وَاصْطَفُّوا، دَعَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُكَ اللَّهَ تَعَالَى أَمَا تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ‏؟‏ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَمَا ذَكَرْتُهُ قَبْلَ مَقَامِي هَذَا، فَانْطَلَقَ رَاجِعًا، فَلَمَّا رَآهُ صَاحِبُهُ تَبِعَهُ، يَعْنِي‏:‏ طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَمَاهُ مَرْوَانُ بِسَهْمٍ، فَشَدَّ فَخِذَهُ بِحَدِيَّةِ السَّرْجِ‏.‏

4403- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، بِهِ‏.‏

4404- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ رَجُلٍ مِنْ حَيَّةَ، قَالَ‏:‏ خَلاَ عَلِيٌّ بِالزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَوْمَ الْجَمَلِ، فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُكَ اللَّهَ تَعَالَى كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ وَأَنْتَ لاَوِ يَدِي فِي سَقِيفَةِ بَنِي فُلاَنٍ‏:‏ لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ لَهُ ظَالِمٌ، ثُمَّ لَيُنْصَرَنَّ عَلَيْكَ، فَقَالَ‏:‏ قَدْ سَمِعْتُ، لاَ جَرَمَ، لاَ أُقَاتِلُكَ‏.‏

4405- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، حدثني أبو عون، عن أبي الضحى قال‏:‏ قال سليمان بن صرد للحسن بن علي رضي الله عنهما‏:‏ أعذرني عند أمير المؤمنين‏.‏ فقال الحسن‏:‏ لقد رأيته يوم الجمل وهو يلوذ بي، وهو يقول‏:‏ وددت أني متُّ قبل هذا بكذا وكذا سنة‏.‏ قال شعبة‏:‏ فلقيت منصورًا فقال‏:‏ ما يدري ذلك الأعور‏.‏- يعني‏:‏ أبا عون-‏.‏

4406- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا قراد أبو نوح، عن شُعبة، عن محمد بن عُبيد الله بن أبي عون الثقفي، عن أبي الضحى، عن سليمان بن صرد قال‏:‏ جئت إلى الحسن رضي الله عنه، فقلت‏:‏ اعذرني عند أمير المؤمنين حيث لم أحضر الوقعة، فقال الحسن رضي الله عنه‏:‏ ما تصنع بهذا، لقد رأيته يلوذ بي وهو يقول‏:‏ يا حسن ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة‏.‏

4407- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا عبد الرحمن بن صالح، ثنا أبو بكر بن عياش، عن صدقة بن سعيد، عن جميع بن عمير قال‏:‏ إن أمه وخالته دخلتا على عائشة رضي الله عنها‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر الحديث، قالتا‏:‏ فأخبرينا عن علي رضي الله عنه، قالت‏:‏ أي شيء تسأليني عن رجل وضع يده من رسول الله صلى الله عليه وسلم موضعًا، فسالت نفسه في يده، فمسح به وجهه‏.‏ قالتا‏:‏ فلم خرجت عليه‏؟‏ قالت رضي الله عنها‏:‏ أمر قضي، فوددت أني أفديه بما على الأرض‏.‏

‏[‏إسناد ضعيف‏:‏ صدقة بن سعيد وجميع بن عمير ضعيفان / موقوف‏]‏‏.‏

4408- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْهَجَنَّعِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قِيلَ لَهُ‏:‏ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُقَاتِلَ مَعَ نُصْرَتِكَ يَوْمَ الْجَمَلِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يَخْرُجُ قَوْمٌ هَلْكَى لاَ يُفْلِحُونَ، قَائِدُهُمُ امْرَأَةٌ، قَائِدُهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَقَالَ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ، بِهِ، وَقَالَ‏:‏ تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْجَبَّارِ، وَقَالَ غَيْرُهُ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ بِلاَكِ بْنِ يَقْطُرَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

4409- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْعَصُ الْخَيْلَ، يَعْنِي‏:‏ يَوْمَ الْجَمَلِ فَنَوَّهَ بِهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَأَقْبَلَ حَتَّى الْتَقَتْ أَعْنَاقُ دَوَابِّهِمَا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَتَذْكُرُ يَوْمًا أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أُنَاجِيكَ، فَقَالَ‏:‏ أَتُنَاجِيهِ‏؟‏ وَاللَّهِ لَيُقَاتِلَنَّكَ يَوْمًا وَهُوَ لَكَ ظَالِمٌ، قَالَ‏:‏ فَضَرَبَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجْهَ دَابَّتِهِ، وَانْصَرَفَ‏.‏

4410- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي جِرْوٍ الْمَازِنِيِّ، قَالَ‏:‏ شَهِدْتُ عَلِيًّا، وَالزُّبَيْرَ رضي الله عنهما حين توافقا، فقال له علي رضي الله عنه‏:‏ يا زبير، أنشدك، أسمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنَّكَ تُقَاتِلُ عَلِيًّا وَأَنْتَ ظَالِمٌ‏؟‏ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ نَعَمْ، وَلَمْ أَذْكُرْ ذَاكَ إِلاَّ فِي مَقَامِي هَذَا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

8- باب مقتل عمار رضي الله عنه بصفين وقوله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارًا الفئة الباغية

4411- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ رَجُلاً ضَابِطًا، وَكَانَ يَحْمِلُ حَجَرَيْنِ حَجَرَيْنِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ، فَقَامَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ، وَيَقُولُ‏:‏ وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ‏.‏

4411- وَقَالَ الْحَارِثُ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، بِهَذَا‏.‏

4411- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، فَذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ‏.‏

4412- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ‏.‏

4413- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ حَبَّةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لِحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ إِنَّ الْفِتْنَةَ قَدْ وَقَعَتْ، فَحَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ سَمِعْتُهُ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لاِبْنِ سُمَيَّةَ‏:‏ وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ‏.‏

4414- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ تَقْتُلُ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ‏.‏

4415- وَبِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ أَتَى عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَجُلاَنِ يَخْتَصِمَانِ فِي دَمِ عَمَّارٍ وَسَلَبِهِ، فَقَالَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ خَلِّيَا عَنْهُ، وَاتْرُكَاهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ أُولِعَتْ قُرَيْشٌ بِعَمَّارٍ، قَاتِلُ عَمَّارٍ وَسَالِبُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي النَّارِ‏.‏

4416- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنِّي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مُنْصَرَفَهُ مِنْ صِفِّينَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ يَا أَبَتِ أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ‏.‏

4417- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي الأَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ، قَالَ‏:‏ إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، إِذْ دَخَلَ رَجُلاَنِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، يَقُولُ‏:‏ أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لِيَطِبْ أَحَدُكُمَا بِهِ نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَلاَ تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو، فَمَا بَالُهُ مَعَنَا، قَالَ‏:‏ إِنِّي مَعَكُمْ، وَلَسْتُ أُقَاتِلُ، إِنَّ أَبِي شَكَانِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ‏:‏ أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا، وَلاَ تَعْصِهِ، فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ‏.‏

4418- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ أَمَا إِنِّي لَمْ أَطْعَنْ بِرُمْحٍ، وَلَمْ أَضْرِبْ بِسَيْفٍ، وَلَمْ أَرْمِ بِسَهْمٍ، قَالَ‏:‏ فَقِيلَ لَهُ‏:‏ لِمَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي‏:‏ أَطِعْ أَبَاكَ، فَأَطَعْتُهُ‏.‏

4419- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا الْغَادِيَةِ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ‏:‏ حَمَلْتُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ صِفِّينَ، فَدَفَعْتُهُ فَأَلْقَيْتُهُ عَنْ فَرَسِهِ، وَسَبَقَنِي إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ، فَاخْتَصَمْنَا إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الرَّأْسِ، وَوَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، كِلاَنَا يَدَّعِي قَتْلَهُ، وَكِلاَنَا يَطْلُبُ الْجَائِزَةَ عَلَى رَأْسِهِ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ لِعَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، بَشِّرْ قَاتِلَ عَمَّارٍ بِالنَّارِ، فَتَرَكْتُهُ مِنْ يَدَيَّ، فَقُلْتُ‏:‏ لَمْ أَقْتُلْهُ، وَتَرَكَهُ صَاحِبِي مِنْ يَدِهِ، فَقَالَ‏:‏ لَمْ أَقْتُلْهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ مَا يَدْعُوكَ إِلَى هَذَا‏؟‏ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ قَوْلاً، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَقُولَهُ‏.‏

4420- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ انْصَرَفُوا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ سَمِعْت ُرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، قَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى ابْنِ أَخِيكَ مَا يَقُولُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ مِنَ الشَّكِّ، أَفِي الشَّكِّ أَنْتَ‏؟‏ أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ‏؟‏ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ‏.‏

4421- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ‏:‏ رَجَعْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ صِفِّينَ، فَكَانَ مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ يَسِيرُونَ فِي جَانِبٍ، وَعَمْرٌو وَابْنُهُ يَسِيرَانِ فِي جَانِبٍ، فَكُنْتُ بَيْنَهُمْ، لَيْسَ أَحَدٌ غَيْرِي، فَكُنْتُ أَحْيَانًا أُوضَعُ إِلَى هَؤُلاَءِ، وَأَحْيَانًا أُوضَعُ إِلَى هَؤُلاَءِ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ لِأَبِيهِ‏:‏ يَا أَبَتِ، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَمَّارٍ حِينَ كَانَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ‏:‏ إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الأَجْرِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَجَلْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، قَالَ‏:‏ بَلَى، قَدْ سَمِعْتُهُ، قَالَ‏:‏ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَالْتَفَتَ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَذَكَرَهُ، قَالَ‏:‏ وَيْحَكَ، مَا تَزَالُ تَدْحَضُ فِي قَوْلِكَ، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ‏؟‏ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ‏.‏

4422- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ وَاشْتَدَّ الْحَرُّ، قَالَ عَمَّارٌ‏:‏ ائْتُونِي بِشَرَابٍ أَشْرَبُهُ، ثُمّ قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا، شَرْبَةُ لَبَنٍ، ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَقُتِلَ‏.‏

4422- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، نَحْوَهُ‏.‏

4423- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلِعَ بِقُرَيْشٍ وَوَلِعَتْ بِهِ، فَغَدَوْا عَلَيْهِ وَضَرَبُوهُ، فَخَرَجَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُغْضَبًا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا لِي وَلِقُرَيْشٍ، فَعَلَ اللَّهُ بِقُرَيْشٍ وَفَعَلَ، غَدَوْا عَلَى رَجُلٍ فَضَرَبُوهُ، فسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ لِعَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ‏.‏

4424- حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَطَاءٍ هُوَ ابْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ، وَأَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالاَ‏:‏ إِنَّ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ صِفِّينَ جَعَلَ يُقَاتِلُ فَلاَ يُقْتَلُ، فَيَجِيءُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَيَقُولُ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ، أَلَيْسَ هَذَا الْيَوْمَ كَذَا وَكَذَا هُوَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ اذْهِبْ عَنْكَ، فَقَالَ ذَلِكَ مِرَارًا، ثُمَّ أُتِيَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ، فَقَالَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ إِنَّ هَذَا لَآخِرُ شَرْبَةٍ أَشْرَبُهَا في الدُّنْيَا، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

4425- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، سَمِعْتُ جَرِيرًا، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ شَيْخًا، يُحَدِّثُ مُغِيرَةَ، عَنْ بِنْتِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَتْ تُمَرِّضُ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَتْ‏:‏ جَاءَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَعُودُهُ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ مَنِيَّتَهُ بِأَيْدِينَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ‏.‏

4426- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخُو عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، بِالشَّامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ كَانَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ لْطِفُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَاهَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ‏:‏ كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ بِخَيْرٍ، فَكَيْفَ أَنْتَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بِخَيْرٍ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَكَيْفَ عَبْدُ اللَّهِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ بِخَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ رَجُلٌ تَرَكَ الدُّنْيَا، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَوْمَ صِفِّينَ‏:‏ اخْرُجْ فَقَاتِلْ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَتِ كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُقَاتِلَ‏؟‏ وَقَدْ كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَدْ سَمِعْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ، أَتَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ مَا كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَخَذَ بِيَدِكَ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِي، فَقَالَ‏:‏ أَطِعْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ آمُرُكَ أَنْ تُقَاتِلَ، فَخَرَجَ فَقَاتَلَ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْحَرْبُ، أَنْشَأَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ شَبَّتِ الْحَرْبُ فَأَعْدَدْتُ لَهَا مُفْرِعَ الْحَارِكِ مَرْوِيَّ الثَّبَجْ يَصِلُ الشَّدَّ بِشَدٍّ وَإِذَا وَثَبَ الْخَيْلُ منِ الشَّدِّ مَعَجْ جُرْشُعٌ أَعْظُمُهُ جُفْرَتُهُ فَإِذَا وَثَبَ مِنَ الْمَاءِ حَدَجْ وَقَالَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا‏:‏ لَوْ شَهِدَتْ جَمَلٌ مَقَامِي وَمَشْهَدِي بِصِفِّينَ يَوْمًا شَابَ مِنْهَا الذَّوَائِبُ عَشِيَّةَ جَاءَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كَأَنَّهُمْ سَحَابُ رَبِيعٍ رَفَّعَتْهُ الْجَنَائِبُ وَجِئْنَاهُمْ تَرَدَّى كَأَنَّ سُيُوفَنَا مِنَ الْبَحْرِ مَدٌّ مَوْجُهُ مُتَرَاكِبُ إِذَا قُلْتُ قَدْ وَلَّوْا سِرَاعًا بَدَتْ لَنَا كَتَائِبُ مِنْهُمْ وَارْجَحَنَّتْ كَتَائِبُ فَدَارَتْ رَحَانَا وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمُ سَرَاةَ النَّهَارِ مَا تَوَلَّى الْمَنَاكِبُ فَقَالُوا لَنَا إِنَّا نَرَى أَنْ تُبَايِعُوا عَلِيًّا فَقُلْنَا بَلْ نُضَارِبُ‏.‏

4427- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ وَاقِفًا بِصِفِّينَ إِلَى جَنْبِ الأَحْنَفِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالأَحْنَفُ إِلَى جَنْبِ عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَمِعْتُ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ عَهِدَ إِلَيَّ خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم أَنَّ آخِرَ زَادِي مِنَ الدُّنْيَا ضَيْحَةُ لَبَنٍ، قَالَ‏:‏ فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَطَعَ الْغُبَارُ، وَقَالُوا‏:‏ جَاءَ أَهْلُ الشَّامِ وَقَامَتِ السُّقَاةُ يَسْقُونَ النَّاسَ، فَجَاءَتْهُ جَارِيَةٌ مَعَهَا قَدَحُ لَبَنٍ، فَنَاوَلَتْهُ عَمَّارًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَضْلَهُ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ نَاوَلَنِي الأَحْنَفُ، فَقُلْتُ‏:‏ إِنْ كَانَ صَاحِبُكَ صَادِقًا، فَخَلِيقٌ أَنْ يُقْتَلَ الْآنَ، قَالَ‏:‏ فَغَشِيَنَا الْقَوْمُ، فَتَقَدَّمَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَمِعْتُهُ، يَقُولُ‏:‏ الْجَنَّةُ تَحْتَ الأَسِنَّةِ الْيَوْمَ أَلْقَى الأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ ثُمَّ كَانَ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ رضي الله عنه‏.‏

9- باب‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

4428- قال الحارث‏:‏ حدَّثنا سعيد بن عامر، ثنا هشام بن حسان قال‏:‏ اجتمع رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم ابن مسعود، وحذيفة، وسعد، وابن عمر، وعمار رضي الله عنه فذكر حذيفة رضي الله عنه فتنة، فقال‏:‏ أما أنا فإن أدركتها علمت المخرج منها‏.‏ وقال ابن مسعود رضي الله عنه وأنا إن أدركتها علمت المخرج منها‏.‏ فقال سعد رضي الله عنه‏:‏ أما أنا إن أدركتها فوجدت سيفًا يقول‏:‏ هذا مؤمن فدعه، وهذا كافر فاقتله، قاتلتُ وإلا لم أقاتل‏.‏ قال ابن عمر رضي الله عنهما‏:‏ وأنا معك‏.‏

فقال عمار رضي الله عنه‏:‏ أما أنا فإن أدركتها أخذت سيفي فوضعته على عاتقي، ثم قصدت نحو جمهورها الأعظم فضربت حتى يتفرق‏.‏

هذا منقطع‏.‏

4429- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا يحيى بن آدم، ثنا شَريك، عن محمد بن عبد الله المرادي، عن عمرو بن مُرّة، عن عبد الله بن سلمة رضي الله عنه قال‏:‏ كان شاعر ليلة صفين، ينشد هجاء معاوية وعمرو بن العاص، وعمار بن ياسر رضي الله عنه يقول‏:‏ الزق بالفجورين، فقال رجل‏:‏ هذا وأنتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال عمار رضي الله عنه‏:‏ إن شئت أن تجلس فاجلس، وإن شئت أن تذهب فاذهب‏.‏

10- باب الإشارة إلى العفو عمن قاتل من الصحابة رضي الله عنهم في هذه المواطن

4430- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو داود الحَفَري، ثنا ابن أبي زائدة، عن سعد بن طارق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ إن هذه الأمة أمة مرحومة، لا عذاب عليها إلا ما عذبت هي أنفسها‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ وكيف تعذب أنفسها‏؟‏ قال‏:‏ أما كان يوم الجمل عذاب، أما كان يوم صفين عذاب، أما كان يوم النهر عذاب‏؟‏

4431- حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ عُقُوبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ‏.‏

4432- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ قَاتَلَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الَّذِي يُدْعَى ذُو الشَّهَادَتَيْنِ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

4433- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا رَأَيْتُمْ فُلاَنًا يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوهُ‏.‏

11- باب أخبار الخوارج

تقدم في باب قتال أهل البغي حديث علي وعمار رضي الله عنهما‏.‏

4434- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ وَهُوَ يُقَسِّمُ الْغَنِيمَةَ، الْحَدِيثَ، فِي قَوْلِ الرَّجُلِ‏:‏ هَذِهِ قِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ‏.‏

قال‏:‏ فحضرت بعد ذلك مع علي رضي الله عنه حين قتلهم بالنهروان، فالتمس علي رضي الله عنه- يعني‏:‏ المخدج- قال‏:‏ فلم يجده، ثم وجده بعد ذلك تحت جدار على هذا النعت، فقال علي رضي الله عنه‏:‏ أيكم يعرف هذا الرجل‏؟‏ فقال رجل من القوم‏:‏ نحن نعرفه، هذا حرقوص، وأمه ها هنا‏.‏ قال‏:‏ فأرسل علي رضي الله عنه إلى أمه، فقال لها‏:‏ ممن هذا‏؟‏ قالت‏:‏ ما أدري يا أمير المؤمنين، إلا كنت في الجاهلية أرعى غنمًا لي بالربذة، فغشيني شيء كهيئة الظلمة، فحملت منه، فولدت هذا‏.‏

4435- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي يَعْنِي‏:‏ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، فَكَانَ النَّاسُ قَدْ وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ قَتْلِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنِي‏:‏ أَنَّ نَاسًا يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا، أَلاَ وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلاً أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ امْرَأَةٍ، لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ الْمَرْأَةِ، قَالَ‏:‏ وَأَحْسِبُ، قَالَ‏:‏ حَوْلَهَا سَبْعُ هُلْبَاتٍ، فَالْتَمِسُوهُ، فَإِنِّي لاَ أُرَاهُ إِلاَّ مِنْهُمْ، فَوَجَدُوهُ عَلَى شَفِيرِ النَّهَرِ، تَحْتَ الْقَتْلَى، فَقَالَ‏:‏ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمُتَقَلِّدًا قَوْسًا لَهُ عَرَبِيَّةً، يَطْعُنُ بِهَا فِي مَخْرَجِهِ، قَالَ‏:‏ فَفَرِحَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ، وَاسْتَبْشَرُوا، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَهُ‏.‏

4435- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَهُ‏.‏

4436- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا عُبيد الله بن عمر القواريري، ثنا عبد الرحمن بن العريان الحارثي، ثنا الأزرق بن قيس، عن رجل من عبد القيس قال‏:‏ شهدت يوم قتل أهل النهروان‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر الحديث، وفيه‏:‏ فلو خرج روح إنسان من الفرح لخرج روح علي بن أبي طالب رضي الله عنه يومئذ، قال‏:‏ صدق الله ورسوله، من حدثني أنه رآه في الناس من قبل مصرعه هذا فأنا كذاب‏.‏

12- باب فضل من قتل الحرورية

4437- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ‏:‏ كَانَتْ مَجَالِسُ النَّاسِ الْمَسَاجِدَ، حَتَّى رَجَعُوا مِنْ صِفِّينَ، وَبَرِؤُوا مِنَ الْقَضِيَّةِ، فَاسْتَخَفَّ النَّاسُ، فَقَعَدُوا فِي السِّكَكِ يَتَخَبَّرُونَ الأَخْبَارَ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِذْ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ ائْذَنْ لِي أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَشُغِلَ بِمَا كَانَ فِيهِ، قُلْنَا لَهُ‏:‏ مَا الَّذِي أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنْهُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي كُنْتُ فِي الْعُمْرَةِ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ‏:‏ مَا هَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَرُّوا قِبَلَكُمْ، يُقَالُ لَهُمْ‏:‏ حَرُورَاءُ‏؟‏ فَقَالَتْ‏:‏ أَشَهِدْتَ هَلَكَتَهُمْ، أَمَا إِنَّ عَلِيَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ لَوْ شَاءَ حَدَّثَكُمْ حَدِيثَهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِمَّا كَانَ فِيهِ، قَالَ‏:‏ أَيْنَ الرَّجُلُ‏؟‏ فَقَصَّ عَلَيْهِ، فَأَهَلَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَبَّرَ، ثُمّ قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كَيْفَ أَنْتَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ وَقَوْمُ كَذَا وَكَذَا‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيَ حَبَشِيَّةٍ، فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ، قَدْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ فِيهِمْ، فَقُلْتُمْ‏:‏ لَيْسَ فِيهِمْ، ثُمَّ أَتَيْتُمُونِي بِهِ، تَسْحَبُونَهُ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَأَهَلَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَبَّرَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ فِي بَعْضِ أَمْرِ النَّاسِ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَشَغَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، قَالَ أَبِي‏:‏ فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ مَا شَأْنُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كُنْتُ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، فَمَرَرْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ لِي، وَسَأَلَتْنِي عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ خَرَجُوا فِيكُمْ، يُقَالُ لَهُمُ‏:‏ الْحَرُورِيَّةُ، فَقُلْتُ‏:‏ خَرَجُوا فِي مَكَانٍ، يُقَالُ لَهُ‏:‏ حَرُورَاءُ، فَسُمُّوا بِذَلِكَ الْحَرُورِيَّةَ، فَقَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ طُوبَى لِمَنْ شَهِدَ هَلَكَتَهُمْ، قَالَتْ‏:‏ أَمَا وَاللَّهِ، لَوْ شَاءَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ لَأَخْبَرَكُمْ خَبَرَهُمْ، فَمِنْ ثَمَّةَ جِئْتُ أَسْأَلُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ‏:‏ وَفَرَغَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ أَيْنَ السَّائِلُ‏؟‏ فَقَامَ إِلَيْهِ، فَقَصَّ عَلَيْهِ، فَأَهَلَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَبَّرَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ‏:‏ تَسْحَبُونَهُ كَمَا نَعَتُّ لَكُمْ قَالَ‏:‏ ثُمَّ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، قُلْتُ‏:‏ أَصْلُ قِصَّةِ الْمُخْدَجِ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ، وَلَمْ يُخَرِّجُوهُ بِهَذَا السِّيَاقِ، وَلاَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏.‏

4438- وقال أبو بكر‏:‏ حدَّثنا محمد بن فُضيل بن غزوان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه قال‏:‏ كنت جالسًا عند علي رضي الله عنه، وهو في بعض أمر الناس، إذ جاء رجل عليه ثياب السفر، فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين‏.‏ فشغل علي رضي الله عنه ما كان فيه من أمر الناس، قال أبي‏:‏ فقلت له‏:‏ ما شأنك‏؟‏ قال‏:‏ كنت حاجًا – أو معتمرًا – فمررت على عائشة رضي الله عنه، فقالت لي، وسألتني عن هؤلاء القوم الذين خرجوا فيكم، يقال لهم‏:‏ الحرورية، فقلت‏:‏ خرجوا في مكان يقال له‏:‏ حروراء، فسموا بذلك الحرورية، فقالت رضي الله عنها، طوبى لمن شهد هلكتهم‏.‏ قالت‏:‏ أما والله لو شاء ابن أبي طالب لأخبركم خبرهم، فمن ثمة جئت اسأله عن ذلك‏.‏ قال‏:‏ وفرغ علي رضي الله عنه فقال‏:‏ أين السائل‏؟‏ فقام، فقص عليه، فأهل علي رضي الله عنه، وكبّر مرتين أو ثلاثًا،‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر مثله‏.‏

وقال في آخره‏:‏ تسحبونه كما نعت لكم‏.‏ قال‏:‏ ثم قال رضي الله عنه‏:‏ صدق الله ورسوله ثلاث مرات‏.‏ قلت‏:‏ أصل قصة المخدج في الصحيح وغيره، ولم يخرجوه بهذا السياق، ولا من حديث عائشة رضي الله عنها‏.‏

4438- ورواه أبو يعلى، عن أبي بكر بن أبي شيبة به‏.‏

4438- وعن أبي هشام، عن ابن فُضيل نحوه‏.‏

ورواه البزار نحوه‏.‏

4439- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ حَيِّهِ، فَاعْتَزَلْنَا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ‏:‏ أَلاَ عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِيمَ فَارَقُوهُ، وَفِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ حِينَ دَعَاهُمْ، وَحِينَ فَارَقُوهُ، فَاسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَمَّا كُنَّا بِصِفِّينَ اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ، فَذَكَرَ قِصَّةً، قَالَ‏:‏ فَرَجَعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْكُوفَةِ، وَقَالَ فِيهِ الْخَوَارِجُ مَا قَالُوا، وَنَزَلُوا حَرُورَاءَ وَهُمْ بَضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا، فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهِمْ، يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ تَعَالَى‏:‏ ارْجِعُوا إِلَى خَلِيفَتِكُمْ، فِيمَ نَقَمْتُمْ عَلَيْهِ‏؟‏ أَفِي قِسْمَةٍ أَوْ قَضَاءٍ قَالُوا‏:‏ نَخَافُ أَنْ نَدْخُلَ فِي فِتْنَتِهِ، قَالَ‏:‏ فَلاَ تَعْجَلُوا ضَلاَلَةَ الْعَامِ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ، قَالَ‏:‏ فَرَجَعُوا، فَقَالُوا‏:‏ يَكُونُ عَلَى نَاحِيَتِنَا، فَإِنْ قَبِلَ الْقَضِيَّةَ قَاتَلْنَاهُ عَلَى مَا قَاتَلْنَا عَلَيْهِ أَهْلَ الشَّامِ بِصِفِّينَ، وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ، فَسَارُوا حَتَّى قَطَعُوا نَهْرَوَانَ، وافْتَرَقَ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ يَقْتُلُونَ النَّاسَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُمْ‏:‏ مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ صَنِيعُهُمْ قَامَ، فَقَالَ‏:‏ أَتَسِيرُونَ إِلَى عَدُوِّكُمْ، أَوْ تَرْجِعُونَ إِلَى هَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَلَّفُوكُمْ فِي دِيَارِكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلْ نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ، قَالَ‏:‏ فَحَدَّثَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ طَائِفَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ عِنْدَ اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ، لاَ يرَوْنَ جِهَادَكُمْ مَعَ جِهَادِهِمْ شَيْئًا، وَلاَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ شَيْئًا، وَلاَ صِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ شَيْئًا، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ عَضُدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ، يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ، فَسَارَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهِمْ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً شَدِيدًا، فَجَعَلَتْ خَيْلُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَقُومُ لَهُمْ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَهُمْ فِيَّ، فَوَاللَّهِ مَا عِنْدِي مَا أُخْبِرُكُمْ بِهِ، وَإِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِلَّهِ تَعَالَى، فَلاَ يَكُونَنَّ هَذَا قِتَالُكُمْ، قَالَ‏:‏ فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ، فَقَتَلُوهُمْ كُلَّهُمْ، فَقَالَ‏:‏ ابْتَغُوهُ، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يُوجَدْ، فَرَكِبَ عَلَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَابَّتِهِ، وَانْتَهَى إِلَى وَهْدَةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَإِذَا قَتْلَى، بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَاسْتُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهِمْ، فَجَرَّ بِرِجْلِهِ يَرَاهُ النَّاسُ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لاَ أَغْزُو الْعَامَ، فَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ، فَقُتِلَ وَاسْتَخْلَفَ النَّاسُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَبَعَثَ الْحَسَنُ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَسَنُ إِلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَامَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَاكُمْ أَمْرَانِ، لاَبُدَّ لَكُمْ مِنْ أَحَدِهِمَا‏:‏ دُخُولٌ فِي فِتْنَةٍ، أَوْ قَتْلٌ مَعَ غَيْرِ إِمَامٍ، فَقَالَ النَّاسُ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ أَعْطَى الْبَيْعَةَ مُعَاوِيَةَ، فَرَجَعَ النَّاسُ، فَبَايَعُوا مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَمْ يَكُنْ لِمُعَاوِيَةَ هَمٌّ إِلاَّ الَّذِينَ بِالنَّهْرَوَانِ، فَجَعَلُوا يَتَسَاقَطُونَ عَلَيْهِ فَيُبَايِعُونَهُ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ ثَلاَثُمِائَةٍ وَنَيِّفٍ، وَهُمْ أَصْحَابُ النَّخِيلَةِ، قُلْتُ‏:‏ هَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ‏.‏

4439- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ، بِهِ‏.‏

4439- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ‏.‏

وَأَصْلُ الْمَرْفُوعِ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهُ، وَإِنَّمَا سُقْتُ هَذَا لِأَنَّ فِيهِ زِيَادَاتٌ عَلَى الطُّرُقِ الَّتِي خَرَّجَهَا أَصْحَابُ الْكُتُبِ وَأَحْمَدُ أَيْضًا‏.‏

4440- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن التَّيْمي، عن أبي مِجْلَز، أراه عن قيس بن عباد قال‏:‏ كَفَّ علي رضي الله عنه عن قتال أهل النهر حتى يحدثوا، فانطلقوا، فأتوا على عبد الله بن خباب، وهو في قرية له، قد تنحّى عن الفتنة، فأخذوه، قال‏:‏ فرأوا تمرة وقعت من رأس نخلة، فأخذها رجل منهم، فجعلها في فيه، فقالوا‏:‏ تمرة من تمر أهل العهد، أخذتها بغير ثمن‏.‏ قال‏:‏ فلفظها، قال‏:‏ وأتوا على خنزير، فبعجه أحدهم بسيفه، فقتله، فقالوا‏:‏ خنزير من خنازير أهل العهد قتلته‏.‏

فقال لهم عبد الله بن خباب رضي الله عنه‏:‏ ألا إنبئكم- أو أخبركم- بمن هو أعظم عليكم حقًا من هذه التمرة، وهذا الخنزير‏؟‏ قالوا‏:‏ من‏؟‏ قال‏:‏ أَخْبَرَنَا، أراه قال‏:‏ ما تركت صلاة، منذ بلغت ولا صيام رمضان‏.‏ وعدد أشياء، فقربوه، فقتلوه، فبلغ ذلك عَلِيًّا رضي الله عنه، فأمر أصحابه بالمسير إليهم‏.‏

وقال‏:‏ أقيدونا بعبد الله بن خباب‏.‏ قالوا‏:‏ كيف نقيدك به وكلنا قتله‏؟‏ فقال‏:‏ الله أكبر‏.‏ وقال لأصحابه‏:‏ اسطوا عليهم فوالله لا يقتل منكم عشرة، ولا يفر منهم عشرة‏.‏ فكان ذلك‏.‏

فقال علي رضي الله عنه‏:‏ اطلبوا رجلاً، صفته كذا وكذا، فطلبوه فلم يجدوه، ثم طلبوه، فوجدوه، فقال علي رضي الله عنه‏:‏ من يعرف هذا‏؟‏ فلم يعرف، فقال رجل‏:‏ أَخْبَرَنَا رأيت هذا بالنجف، فقال‏:‏ إني أريد هذا المصر، وليس لي فيه ذو نسب ولا معرفة‏.‏

فقال علي رضي الله عنه‏:‏ صدقت، رجل من الجن‏.‏

وتقدم حديث جابر رضي الله عنه في باب الزجر عن معتقد الخوارج من كتاب القدر‏.‏

4441- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا هُودُ بْنُ عَطَاءٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ فِينَا شَابٌّ ذُو عِبَادَةٍ وَزُهْدٍ وَاجْتِهَادٍ، قَالَ‏:‏ فَسَمَّيْنَاهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَوَصَفْنَاهُ بِصِفَتِهِ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ، فَقُلْنَا لرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هُوَ هَذَا، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي لَأَرَى عَلَى وَجْهِهِ سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَجَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ أَنْ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ خَيْرًا مِنْكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ، ثُمَّ وَلَّى، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ‏؟‏ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَنَا، فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَقَالَ‏:‏ أَقْتُلُ رَجُلاً يُصَلِّي، وَقَدْ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ‏؟‏ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ، فَقَالَ مِثْلَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَزَادَ‏:‏ لَأَرْجِعَنَّ، فَقَدْ رَجَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَهْ يَا عُمَرُ، فَذَكَرَ لَهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ‏؟‏ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَنَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنْتَ تَقْتُلُهُ إِنْ وَجَدْتَهُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قَتَلَهُ، لَكَانَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ، وَمَا اخْتَلَفَ فِي أُمَّتِي اثْنَانِ‏.‏

4441- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ‏.‏

4441- وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُوسَى، بِهِ‏.‏

4441- وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ أَبُو جَعْفَرٍ، بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ بِهِ‏.‏

4442- حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ هُوَ ابْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَغْزُو مَعَنَا، فَإِذَا رَجَعَ وَحَطَّ عَنْ رَاحِلَتِهِ، عَمَدَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ يُصَلِّي فِيهِ، فَيُطِيلُ الصَّلاَةَ، حَتَّى جَعَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرَوْنَ أَنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَيْهِمْ، فَمَرَّ يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم بَعْضُ أَصْحَابِهِ‏:‏ هُوَ ذَاكَ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيْهِ، وَإِمَّا جَاءَ هُوَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقْبِلاً، قَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ لَسَفْعَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى الْمَجْلِسِ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قُلْتَ فِي نَفْسِكَ حِينَ وَقَفْتَ‏:‏ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ خَيْرٌ مِنِّي‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَأَتَى نَاحِيَةً مِنَ الْمَسْجِدِ، فَخَطَّ خِطَّةً بِرِجْلِهِ، ثُمَّ صَفَّ كَعْبَيْهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الصَّمْتِ، وَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، قُلْتُ‏:‏ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ لَهُ وْجُهًا غَيْرَ ذَلِكَ‏.‏

13- باب قتل علي رضي الله عنه

4443- قال الحميدي‏:‏ حدَّثنا سفيان، ثنا عبد الملك بن أعين، قال‏:‏ سمعت من أبي حرب بن أبي الأسود يحدث عن أبيه قال‏:‏ سمعت عَلِيًّا رضي الله عنه يقول‏:‏ أتاني عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وقد أدخلت رجلي في الغرز، فقال لي‏:‏ أين تريد‏؟‏ فقلت‏:‏ العراق‏.‏ فقال‏:‏ إنك إن جئتها ليصيبنك بها ذباب السيف‏.‏ قال علي رضي الله عنه‏:‏ وأيم الله لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله يقوله، فسمعت أبي يقول‏:‏ فعجبت منه، وقلت‏:‏ رجل محارب يحدث عن نفسه بمثل هذا‏.‏

4443- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا سفيان بهذا‏.‏

4443- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل‏.‏

وقال البزار‏:‏ حدَّثنا أحمد بن أبَان قالا‏:‏ أَخْبَرَنَا سفيان به‏.‏

وقال‏:‏ لا نعلم رواه إلا عبد الملك عن أبي حرب ولا عنه إلا ابن عيينة‏.‏

وصححه ابن حبان والحاكم‏.‏

4444- وَقَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ يَزِيدَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ‏:‏ مَرِضَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَضًا خِفْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّهُ نَقِهَ وَصَحَّ، فَقُلْنَا‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَصَحَّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ قَدْ كُنَّا خِفْنَا عَلَيْكَ فِي مَرَضِكَ هَذَا، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لَكِنِّي لَمْ أَخَفْ عَلَى نَفْسِي، حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، قَالَ‏:‏ لاَ تَمُوتُ حَتَّى يُضْرَبَ هَذَا مِنْكَ، وَيَقْتُلَكَ أَشْقَاهَا، كَمَا عَقَرَ نَاقَةَ اللَّهِ أَشْقَى بَنِي فُلاَنٍ، خَصَّهُ إِلَى فَخِذِهِ الدُّنْيَا دُونَ ثَمُودَ‏.‏

4445- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ أَشْقَى الأَوَّلِينَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ عَاقِرُ النَّاقَةِ، قَالَ‏:‏ صَدَقْتَ، فَمَنْ أَشْقَى الْآخِرِينَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ لاَ عِلْمَ لِي، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الَّذِي يَضْرِبُكَ عَلَى هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى يَافُوخِهِ‏.‏

4446- قال أبو يعلى‏:‏ وحدَّثنا إسماعيل بن موسى، ثنا شَريك، عن عمار، عن أبي صالح، عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي، فشكوت إليه ما لقيت من أمته من التكذيب والأذى، فبكيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تبك يا علي‏.‏ والتفت، فالتفت فإذا رجلان يتصعدان، وإذا جلاميد ترضخ رؤوسهما حتى تفضح، ثم تعود، فغدوت إلى علي رضي الله عنه كما كنت أغدو عليه كل يوم، حتى إذا كان في الحراريق لقيت الناس، فقالوا‏:‏ قتل‏.‏

4447- وقال الحميدي‏:‏ حدَّثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عمن أخبره، عن الحسن أو الحسين رضي الله عنهما قال‏:‏ إن عَلِيًّا رضي الله عنه قال‏:‏ لقيني حبيبي- يعني في المنام- نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ فشكوت إليه ما لقيت من أهل العراق بعده، فوعدني الراحة منهم، فما لبث رضي الله عنه إلا ثلاثًا‏.‏

4448- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، ثنا سُكين بن عبد العزيز، ثنا حفص بن خالد، عن أبيه، عن جده قال‏:‏ لما قتل علي رضي الله عنه قام الحسن بن علي رضي الله عنه خطيبًا فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال‏:‏ أما بعد والله لقد قتلتم الليلة رجلاً في ليلة نزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى بن مريم، وفيها قُتِلَ يوشع بن نون فتى موسى عليهم السلام‏.‏

4449- وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِثْلَهُ وَزَادَ‏:‏ وَفِيهَا تِيبَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَزَادَ‏:‏ وَأَنَّهُ مَا سَبَقَهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلاَ يَلْحَقْهُ أَحَدٌ كَانَ بَعْدَهُ، وَإِنْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَيَبْعَثُهُ فِي السَّرِيَّةِ، جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ يَسَارِهِ، وَاللَّهِ مَا تَرَكَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَفْرَاءَ وَلاَ بَيْضَاءَ إِلاَّ ثَمَانِمِئَةٍ أَوْ سَبْعَمِئَةِ دِرْهَمٍ، أَرْصَدَهَا لِخَادِمٍ يَشْتَرِيهَا‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ، بِهِ، فَذَكَرَهُ‏.‏

وَقَالَ‏:‏ لاَ نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا إِلاَّ الْحَسَنَ، وَلاَ نَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ عَنْ حَفْصٍ، إِلاَّ سُكَيْنٌ‏.‏

4450- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَالْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ فَضَالَةَ، قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى يَنْبُوعَ عَائِدًا لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مَرِيضًا بِهَا، فَقَالَ لَهُ أَبِي‏:‏ مَا يُقِيمُكَ بِهَذَا الْمَنْزِلِ‏؟‏ لَوْ هَلَكْتَ بِهِ لَمْ يَلِكَ إِلاَّ أَعْرَابُ جُهَيْنَةَ، احْتَمِلْ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَإِنْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ وَلِيَكَ أَصْحَابُكَ، وَصَلُّوا عَلَيْكَ، وَكَانَ أَبُو فَضَالَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِنِّي لَسْتُ بِمَيِّتٍ مِنْ وَجَعِي هَذَا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ لاَ أَمُوتَ حَتَّى أُؤَمَّرُ، ثُمَّ تُخْضَبُ هَذِهِ، يَعْنِي‏:‏ لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ هَذِهِ، يَعْنِي‏:‏ هَامَتَهُ، فَقُتِلَ أَبُو فَضَالَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِصِفِّينَ‏.‏

رَوَاهُ الْبَزَّارُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

قَالَ‏:‏ ولاَ نَعْلَمُ فَضَالَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَوَى عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلاَّ هَذَا‏.‏

14- باب مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه

4451- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي، ثنا مهدي بن ميمون، عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن أبي يحيى، عن رجل من بني ضبة قال‏:‏ شهدت عَلِيًّا رضي الله عنه حين نزل كربلاء، فانطلق فقام في ناحية فأومأ بيده، فقال‏:‏ مناخ ركابهم أمامه، وموضع رحالهم عن يساره، فضرب رضي الله عنه بيده الأرض، فأخذ من الأرض قبضة فشمها، فقال‏:‏ واها، واحبذا الدماء تسفك فيه، ثم جاء الحسين رضي الله عنه، فنزل كربلاء، قال الضبي، فكنت في الخيل الذي بعثها ابن زياد إلى الحسين رضي الله عنه، فلما قدمت فكأني نظرت إلى مقام علي رضي الله عنه وأشار بيده، فقلبتُ فرسي، ثم انصرفتُ إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما، فسلمتُ عليه وقلت له‏:‏ إن أباك رضي الله عنه كان أعلم الناس، وإني شهدته في زمن كذا وكذا قال كذا وكذا، وإنك والله لمقتول الساعة، فقال‏:‏ فما تريد أن تصنع أنت، أتلحق بنا أم تلحق بأهلك‏؟‏ فقلت‏:‏ والله إن علي لدينًا، وإن لي لعيالاً، وما أظنني إلا سألحق بأهلي‏.‏ قال‏:‏ أما لا، فخذ من هذا المال حاجتك- وإذا المال موضوع بين يديه- قبل أن يحرم عليك، ثم النجا، فوالله لا يسمع الداعية أحد، ولا يرى البارقة أحد، ولا يعنتا إلا كان ملعونًا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ قلت‏:‏ والله لا أجمع اليوم أمرين‏:‏ آخذ مالك، وأخذلك‏.‏ فانصرف وتركه‏.‏

وحديث زينب بنت جحش رضي الله عنها في إخباره صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين رضي الله عنه مضى في كتاب الطهارة، في باب إزالة النجاسة، وتقدم شيء منه في فضله في المناقب‏.‏

4452- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا محمد بن عُقبة، ثنا علي بن محمد‏:‏ أبو محمد القرشي، ثنا أبو عبد الرحمن الغنوي، عن عبد الملك بن عُمير قال‏:‏ رأيت رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما أتى به إلى عبيد الله بن زياد، ورأيت رأس عبيد الله بن زياد أتى به إلى المختار بن أبي عبيد، ورأيت رأس المختار بن أبي عبيد أتي به إلى مصعب بن الزبير، ورأيت رأس مصعب بن الزبير أتي به إلى عبد الملك بن مروان‏.‏

15- باب استخلاف معاوية رضي الله عنه ولده يزيد

4453- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ‏:‏ لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ يَزِيدَ، بَعَثَ إِلَى عَامِلِ الْمَدِينَةِ، أَنْ أَوْفِدْ إِلَيَّ مَنْ شَاءَ، قَالَ‏:‏ فَوَفَدَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ الأَنْصَارِيُّ يَسْتَأْذِنُ، فَجَاءَ حَاجِبُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا عَمْرٌو قَدْ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ‏:‏ مَا جَاءَ بِهِمْ إِلَيَّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَطْلُبُ مَعْرُوفَكَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ إِنْ كَانَ صَادِقًا، فَلْيَكْتُبْ إِلَيَّ، أُعْطِيهِ بِمَا سَأَلَ وَلاَ أُرَاهُ، قَالَ‏:‏ فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْحَاجِبُ، فَقَالَ‏:‏ مَا حَاجَتُكَ‏؟‏ اكْتُبْ مَا شِئْتَ، فَقَالَ‏:‏ سُبْحَانَ اللَّهِ أَجِيءُ إِلَى بَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ، فَأُحْجَبُ عَنْهُ، أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُ فَأُكَلِّمَهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلْحَاجِبِ‏:‏ عُدْهُ إِلَيَّ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ فَلْيَجِئَ، قَالَ‏:‏ فَلَمَّا صَلَّى مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْغَدَاةَ، أَمَرَ بَسَرِيرِهِ فَجُعِلَ فِي الْإِيوَانِ ثُمَّ أَخْرَجَ النَّاسَ عَنْهُ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ أَحَدٌ إِلاَّ كُرْسِيٌّ وُضِعَ لِعَمْرٍو، فَجَاءَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَلَسَ عَلَى الْكُرْسِيِّ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ حَاجَتُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمّ قَالَ‏:‏ لَعَمْرِي، لَقَدْ أَصْبَحَ يَزِيدُ ابْنُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاسِطَ الْحَسَبِ فِي قُرَيْشٍ، غَنِيًّا عَنِ الْمَالِ، غَنِيًّا إلا عَنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَسْتَرْعِ عَبْدًا رَعِيَّةً إِلاَّ وَهُوَ سَائِلُهُ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَيْفَ صَنَعَ‏؟‏ وَإِنِّي أُذَكِّرُكَ اللَّهَ يَا مُعَاوِيَةَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مَنْ تَسْتَخْلِفُ عَلَيْهَا، قَالَ‏:‏ فَأَخَذَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَبْوٌ وَنَفَسٌ فِي غَدَاةٍ قَرٍّ حَتَّى عَرِقَ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ مَلِيًّا، ثُمَّ أَفَاقَ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ امْرُؤٌ نَاصِحٌ، قُلْتَ بِرَأْيِكَ بَالِغَ مَا بَلَغَ، وَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ ابْنِي وَأَبْنَاؤُهُمْ، فَابْنِي أَحَقُّ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، حَاجَتُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا لِي حَاجَةٌ، قَالَ‏:‏ قُمْ، فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ‏:‏ إِنَّمَا جِئْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نَضْرِبُ أَكْبَادَهَا مِنْ أَجْلِ كَلِمَاتٍ، قَالَ‏:‏ مَا جِئْتَ إِلاَّ لِلْكَلِمَاتِ، فَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزِهِمْ، وَأَمَرَ لِعَمْرٍو بِمِثْلَيْهَا‏.‏

16- باب لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم بن أبي العاص وبنيه وبني أمية

4454- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ‏:‏ اسْتَأْذَنَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَعَرَفَ كَلاَمَهُ، فَقَالَ‏:‏ ائْذَنُوا لَهُ، لَعَنَهُ اللَّهُ وَكُلَّ مَا خَرَجَ مِنْ صُلْبِهِ إِلاَّ مُؤْمِنَيهُمْ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ، يُسْرِفُونَ فِي الدُّنْيَا، وَيُوضَعُونَ فِي الْآخِرَةِ، ذَو مَكْرٍ وَخَدِيعَةٍ، يُعْطَوْنَ فِي الدُّنْيَا، وَمَا لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ‏.‏

4455- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، قَالَ‏:‏ كُنْتُ بَيْنَ الْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَمَرْوَانُ يَشْتُمُ الْحُسَيْنَ، وَالْحَسَنُ يَنْهَى الْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، إِذْ غَضِبَ مَرْوَانُ، فَقَالَ‏:‏ أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ، فَغَضِبَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ‏:‏ أَقُلْتَ‏:‏ أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ‏؟‏ فَوَاللَّهِ لَقَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ أَبِيكَ‏.‏

4455- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، بِهِ‏.‏

4456- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، قَالَ‏:‏ كُنْتُ يَوْمًا مَعَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَسَبَّهُمَا مَرْوَانُ سَبًّا قَبِيحًا، حَتَّى قَالَ‏:‏ وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَأَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ، فَقَالَ الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَوْ أَحَدُهُمَا‏:‏ وَاللَّهِ، وَاللَّهِ، ثُمَّ وَاللَّهِ، لَقَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتَ فِي صُلْبِ الْحَكَمِ فَسَكَتَ مَرْوَانُ‏.‏

4456- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، بِهِ‏.‏

4457- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق قال‏:‏ كان مروان أميرًا علينا سنين، فكان يسب عَلِيًّا رضي الله عنه كل جمعة على المنبر، ثم عزل مروان، واستعمل سعيد بن العاص سنين، فكان لا يسبه، ثم عزل سعيد، وأعيد مروان، فكان يسبه، فقيل للحسن بن علي رضي الله عنهما‏:‏ ألا تسمع ما يقول مروان‏؟‏ فلا ترد شيئًا‏؟‏ فكان يجيء يوم الجمعة، فيدخل حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فيكون فيها، فإذا قضيت الخطبة، خرج إلى المسجد فصلى فيه، ثم يرجع إلى أهله، فلم يرض بذلك مروان، حتى أهدي له في بيته، فأنا لجلوس معه، إذ قيل له فلان على الباب، فأذن له، فدخل فقال‏:‏ إني جئتك من عند سلطان، وجئتك بعزمة، فقال‏:‏ تكلم‏.‏

فقال‏:‏ أرسل مروان بعلي، وبعلي، وبك، وبك، وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة، يقال لها من أبوك‏؟‏ فتقول‏:‏ أمي الفرس‏.‏ قال‏:‏ ارجع إليه، فقل له‏:‏ والله لا أمحو عنك شيئًا مما قلت بأني أسبك، ولكن موعدي وموعدك الله، فإن كنت صادقًا يأجرك الله بصدقك، وإن كنت كاذبًا، فالله أشد نقمة، قد أكرم الله تعالى جدي أن يكون مثلي مثل البغلة‏.‏

ثم خرج، فلقي الحسين رضي الله عنه في الحجرة فسأله، فقال‏:‏ قد أرسلت برسالة، وقد أبلغتها، قال‏:‏ والله لتخبرني بها، أو لآمرن أن تضرب حتى لا يدري متى يفرغ عنك الضرب، فلما رآه الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ أرسله‏.‏ قال‏:‏ لا أستطيع‏.‏ قال‏:‏ لم‏؟‏ قال‏:‏ قد حلفت‏.‏ قال‏:‏ أرسل مروان بعلي وبعلي وبك وبك، وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة، يقال لها من أبوك‏؟‏ فتقول‏:‏ أمي الفرس‏.‏

فقال الحسين رضي الله عنه‏:‏ أكلت بظر أمك إن لم تبلغه عني ما أقول له، قل له‏:‏ بك وبأبيك وبقومك، وآية ما بيني وبينك، أن تمسك منكبيك من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

4458- أخبرنا النَّضر بن شُميل، أنا ابن عون، عن عمير بن إسحاق فذكره نحوه، وقال في حديثه‏:‏ قد أكرم الله تعالى جدي أن يكون مثله مثل البغلة، قال‏:‏ فخرج الرسول فاستقبله الحسين رضي الله عنه، وكان لا يتعوج عن شيء يريده، وقال‏:‏ فقال الحسين رضي الله عنه‏:‏ إني قد حلفت‏.‏ قال الحسن رضي الله عنه فأخبره فإنه إذا لجّ في شيء لجّ‏.‏

وقال‏:‏ فاشتد على مروان قوله رضي الله عنه جدًا، يعني قوله‏:‏ أن تمسك منكبيك‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلى آخره‏.‏

4459- أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالْمُجَالِدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ لَعَنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحَكَمَ وَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ، رَوَاهُ أَحْمَدُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ فَذَكَرَهُ‏.‏

4461- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ لكل شيء آفة، وآفة هذا الدين بنو أمية‏.‏

4462- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَمِيرًا بِالشَّامِ، غَزَا الْمُسْلِمُونَ، فَسَلِمُوا وَغَنِمُوا، وَكَانَ فِي غَنِيمَتِهِمْ جَارِيَةٌ نَفِيسَةٌ، فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَزِيدُ، فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ، وَأَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ بِالشَّامِ، فَاسْتَعَانَ الرَّجُلُ بِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى يَزِيدَ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ، فَقَالَ لِيَزِيدَ‏:‏ رُدَّ عَلَيْهِ جَارِيَتَهُ، فَتَلَكَّأَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتَ، لَقَدْ سَمِعْت ُرَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُبَدَّلُ سُنَّتِي لَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، ثُمَّ وَلَّى عَنْهُ، فَلَحِقَهُ يَزِيدُ، فَقَالَ‏:‏ أُذَكِّرُكَ بِاللَّهِ تَعَالَى أَنَا هُوَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ لاَ، وَرَدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ‏.‏

4463- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ أَبِي مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالشَّامِ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَغَزَا الْمُسْلِمُونَ، فَغَنِمُوا وَأَصَابُوا جَارِيَةً نَفِيسَةً، فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي سَهْمٍ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ فَذَكَرَ نَحْوَهُ‏.‏

4464- حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلاَءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ بَنِي الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ، فَأَصْبَحَ كَالْمُتَغَيِّظِ، وَقَالَ‏:‏ مَا لِي رَأَيْتُ بَنِيَ الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي نَزْوَ الْقِرَدَةِ، فَمَا رُئِيَ ضَاحِكًا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ‏.‏

4465- حدَّثنا يحيى بن أيوب، ثنا إسماعيل- هو ابن جعفر- عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين، كان دين الله دغلاً، ومال الله دولاً، وعباد الله خولاً‏.‏

4466- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ‏.‏

4466- وَقَالَ أبو يعلى حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ قَائِمًا بِالْقِسْطِ، حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ‏.‏

رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ‏.‏

4466- وَقَالَ الْحَارِثُ، وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، نَحْوَهُ يُقَالُ لَهُ‏:‏ يَزِيدُ‏.‏

17- باب الإشارة إلى الحجاج والمختار وغيرهما

4467- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا، مِنْهُمْ مُسَيْلِمَةُ، وَالْعَنْسِيُّ، وَالْمُخْتَارُ، وَشَرُّ قَبَائِلِ الْعَرَبِ بَنُو أُمَيَّةَ، وَبَنُو حَنِيفَةَ، وَثَقِيفٌ‏.‏

4468- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ غُرَابٍ، عَنِ امْرَأَةٍ، يُقَالُ لَهَا‏:‏ عَقِيلَةُ، عَنْ سَلاَمَةَ بِنْتِ الْحُرِّ، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فِي ثَقِيفٍ مُبِيرٌ‏.‏

4469- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَيَرْعَفَنَّ جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِي هَذَا، قَالَ‏:‏ فَحَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، رَعَفَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى دَرَجِ الْمِنْبَرِ‏.‏

4470- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ لَأَبِي الأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ‏:‏ وَيْحَكَ، أَلَمْ يَلْعَنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رِعْلاً وَذَكْوَانَ وَعَمْرَو بْنَ سُفْيَانَ‏.‏

18- باب ظهور الفساد في آخر الزمان وفضل الأمر بالمعروف في ذلك الوقت

4471- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْيدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ إِقْبَالاً وَإِدْبَارًا، وَإِنَّ لِهَذَا الدِّينِ إِقْبَالاً وَإِدْبَارًا، وَإِنَّ مِنْ إِقْبَالِ هَذَا الدِّينِ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، حَتَّى أِنَّ الْقَبِيلَةَ لَتَفْقَهُ مِنْ عِنْدِ آخِرِهَا، حَتَّى لاَ يَبْقَى إِلاَّ الْفَاسِقُ وَالْفَاسِقَانِ، فَهُمَا مَقْهُورَانِ، مَقْمُوعَانِ، ذَلِيلاَنِ، إِنْ تَكَلَّمَا أَوْ نَطَقَا قُمِعَا، وَقُهِرَا، وَاضْطُهِدَا، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ إِدْبَارِ هَذَا الدِّينِ‏:‏ أَنْ تَجْفُوَ الْقَبِيلَةُ كُلُّهَا مِنْ عِنْدِ آخِرِهَا حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنْهَا إِلاَّ الْفَقِيهُ وَالْفَقِيهَانِ، فَهُمَا مَقْهُورَانِ، مَقْمُوعَانِ، ذَلِيلاَنِ، إِنْ تَكَلَّمَا أَوْ نَطَقَا قُمِعَا، وَقُهِرَا، وَاضْطُهِدَا، وَقِيلَ لَهُمَا‏:‏ أَتَطْغَيَانِ عَلَيْنَا‏؟‏ حَتَّى يُشْرَبَ الْخَمْرُ فِي نَادِيهِمُ الْمُنْكَرُ، وَمَجَالِسِهِمْ، وَأَسْوَاقِهِمْ، وَتُنْحَلُ الْخَمْرُ غَيْرَ اسْمِهَا، حَتَّى يَلْعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا، أَلاَ حَلَّتْ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ، وَيَقُولُونَ‏:‏ لاَ بَأْسَ بِهَذَا الشَّرَابِ، يَشْرَبُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ مَا بَدَا لَهُ، ثُمَّ يَكُفُّ عَنْهُ، حَتَّى تَمُرَّ الْمَرْأَةُ فَيَقُومُ إِلَيْهَا، فَيَرْفَعُ ذَيْلَهَا فَيَنْكِحُهَا، وَهُمْ يَنْظُرُونَ كَمَا يَرْفَعُ ذَيْلَ النَّعْجَةِ، وَرَفَعَ ثَوْبًا عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ السُّحُولِيَّةِ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ مِنْهُمْ‏:‏ لَوْ تَجَنَّبْتُمُوهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَذَلِكَ فِيهِمْ كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ وَأَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، فَلَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ مِمَّنْ صَحِبَنِي وَآمَنَ بِي وَصَدَقَنِي‏.‏

هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، فِيهِ أَرْبَعَةٌ فِي نَسَقٍ‏.‏

4472- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يُمَكِّنُ اللَّهُ تَعَالَى لَكُمْ فِي الأَرْضِ، تَعْمَلُونَ فِيهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَعْمَلُوا، فَإِذَا عَمِلْتُمْ فِيهَا بِالْمَعَاصِي أُدِيلَ مِنْكُمْ عَدُوُّكُمْ فَرَدُّوكُمْ إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ عِنْدَ ذَلِكَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَحْمِلُنَا أَرْضُ الْعَرَبِ، وَقَدْ حَدَّثَتْنَا بِكَثْرَةِ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ‏:‏ يُنَزِّلُ اللَّهُ لَكُمْ فِيهَا رِزْقًا، كَمَا أَنْزَلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ تَاهُوا‏.‏

4473- وقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو الْجَلْدِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ الْمُزَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ لاَ تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالأَيَّامُ حَتَّى يَخْلَقَ الْقُرْآنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَا تَخْلَقُ الثِّيَابُ، وَيَكُونُ غَيْرُهُ أَعْجَبَ إِلَيْهِمْ، وَيَكُونُ أَمَرُهُمْ طَمَعًا كُلُّهُ، لاَ يُخَالِطُهُ خَوْفٌ، إِنْ قَصَّرَ عَنْ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى مَنَّتْهُ نَفْسُهُ الأَمَانِيَّ، وَإِنْ تَجَاوَزَ إِلَى نَهْيِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ‏:‏ أَرْجُو أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنِّي، يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَفْضَلُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمُ الْمُدَاهِنُ، قِيلَ‏:‏ وَمَا الْمُدَاهِنُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الَّذِي لاَ يَأْمُرُ وَلاَ يَنْهَى‏.‏

19- باب بقاء الإسلام إلى أن يأتي أمر الله

4474- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتْحٌ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، سِيبَتِ الْخَيْلُ، وَوَضَعَ السِّلاَحُ، وَقَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَقَالُوا‏:‏ لاَ قِتَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ، لاَ يَزَالُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَزِيغُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ تُقَاتِلُونَهُمْ، يَرْزُقُ اللَّهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَلَى ذَلِكَ، وَعُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِالشَّامِ‏.‏

4475- حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ أَبُو عُتْبَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْخَوْلاَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهُ، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ، لاَ يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَزَادَ ابْنُ حَمْدَانَ‏:‏ لاَ يَضُرُّهُمُ خُذْلاَنُ مَنْ خَذَلَهُمْ، ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ‏.‏

وَقَالَ تَمَّامٌ فِي فَوَائِدِهِ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ حَذْلَمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبَّادٍ، بِهِ‏.‏

- وَأَخْرَجَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَقَالَ‏:‏ لاَ يَرْوِيهِ بِهَذَا اللَّفْظِ غَيْرُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْوَلِيدِ‏.‏

- قُلْتُ‏:‏ رَوَاهُ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي تَارِيخِ دَارَيَّا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ خذْلَمٍ، إِلاَّ إِلاَّ أَنَّهُ قَلَبَ إِسْنَادَهُ، جَعَلَهُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلاَنِيِّ، وَالصَّوَابُ‏:‏ عَامِرٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ‏.‏

- وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُخْتَصَرًا، وَلَفْظُهُ‏:‏ لاَ يَزَالُ لِهَذَا الأَمْرِ عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمُ خِلاَفُ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

4476- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْحَضْرَمِيَّ أَيَّامَ ابْنِ الأَشْعَثِ يَخْطُبُ، وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ يَا أَهْلَ الشَّامِ، أَبْشِرُوا فَإِنَّ فُلاَنًا أَخْبَرَنِي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يَكُونُ قَوْمٌ مِنْ آخِرِ أُمَّتِي يُعْطَوْنَ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَا يُعْطَى أَوَّلُهُمْ، يُقَاتِلُونَ أَهْلَ الْفِتَنِ، يُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ، وَأَنْتُمْ هُمْ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ‏:‏ أَخْطَأَتِ اسْتُكَ الْحُفْرَةَ‏.‏

20- باب الزجر عن قتال الترك لما يُخشى من تسلّطهم على بلاد الإسلام

4477- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْغِمْرِ مَوْلَى سَمُوكَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ، يَقُولُ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ جَاءَهُ كِتَابُ عَامِلِهِ، يُخْبِرُهُ أَنَّهُ وَقَعَ بِالتُّرْكِ وَهَزَمَهُمْ، وَكَثْرَةُ مَنْ قَتَلَ مِنْهُمْ، وَكَثْرَةُ مَا غَنِمَ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في ذَلِكَ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْهِ‏:‏ قَدْ فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَهُ مِمَّا قَتَلْتَ وَغَنِمْتَ، فَلاَ أَعْلَمَنَّ مَا عُدْتَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَلاَ قَاتَلْتَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي، قُلْتُ لَهُ‏:‏ لِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ التُّرْكَ تُجْلِي الْعَرَبَ، حَتَّى تَلْحَقَهَا بِمَنَابِتِ الشِّيحِ وَالْقَيْصُومِ، فَأَكْرَهُ قِتَالَهُمْ لِذَلِكَ‏.‏

21- باب جواز ترك النهي عن المنكر لمن لا يطيق

4478- قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ‏:‏ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّ الْحَجَّاجَ قَدْ أَخَّرَ الصَّلاَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى قَرُبْنَا مِنَ الْعَصْرِ، فَقُمْ إِلَيْهِ، وأْمُرْهُ بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ الْحَسَنُ‏:‏ إِذًا يَقْتُلْنِي، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ‏:‏ أَلَيْسَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ‏}‏ قَالَ الْحَسَنُ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، قَالُوا‏:‏ وَكَيْفَ يُذِلُّهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَتَكَلَّفُ مِنَ الْبَلاَءِ مَا لاَ يُطِيقُ‏.‏

رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ الْخَلِيلُ، وَهُوَ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ طَرِيقِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، أَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيثَيْنِ، أَحَدُهُمَا‏:‏ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالثَّانِي قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ هَنَا الْمَتْنَ‏.‏

4479- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، قَالَ لَمَّا هَزَمَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ أَهْلَ الْبَصْرَةِ، خَشِيتُ أَنْ أَجْلِسَ فِي حَلْقَةِ الْحَسَنِ، فَأُوجَدَ فِيهَا فَأُعْرَفَ، فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ فِي مَنْزِلِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا سَعِيدٍ، كَيْفَ بِهَذِهِ الْآيَةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَيَّةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ‏}‏، قَالَ‏:‏ يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّ الْقَوْمَ عَرَضُوا السَّيْفَ فَحَالَ السَّيْفُ دُونَ الْكَلاَمِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا سَعِيدٍ، فَهَلْ تَعْرِفُ لِمُتَكَلِّمٍ فَضْلاً‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ الْمُعَلَّى‏:‏ ثُمَّ حَدَّثَ بِحَدِيثَيْنِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ، فَإِنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلاَ يُبَعِّدُ مِنْ رِزْقٍ‏.‏

قَالَ‏:‏ ثُمَّ حَدَّثَ الْحَسَنُ بِحَدِيثٍ آخَرَ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، قِيلَ‏:‏ وَمَا إِذْلاَلُهُ نَفْسَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ، قِيلَ‏:‏ يَا أَبَا سَعِيدٍ فَيَزِيدُ الضَّبِّي فِي كَلاَمِهِ فِي الصَّلاَةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ، قَالَ الْمُعَلَّى‏:‏ فَأَقُومُ مِنْ مَجْلِسِ الْحَسَنِ، فَأَتَيْتُ يَزِيدَ الضَّبِّي، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا مَوْدُودٍ، بَيْنَمَا أَنَا وَالْحَسَنُ نَتَذَاكَرُ إِذْ نَصَبْتَ أَمْرَكَ نَصْبًا، فَقَالَ‏:‏ مَهْ يَا أَبَا الْحَسَنِ قُلْتُ‏:‏ قَدْ فَعَلْتُ، قَالَ‏:‏ فَمَا قَالَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ، قَالَ يَزِيدُ‏:‏ مَا نَدِمْتُ عَلَى مَقَالَتِي، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ قُمْتُ مَقَامًا أَخْطِرُ فِيهِ بِنَفْسِي، قَالَ يَزِيدُ‏:‏ أَتَيْتُ الْحَسَنَ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا سَعِيدٍ، عَلَى كُلِّ شَيْءٍ نُغْلَبُ، فَنُغْلَبُ عَلَى صَلاَتِنَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّكَ تُعَرِّضُ بِنَفْسِكَ لَهُمْ، ثُمَّ إِنَّكَ لاَ تَصْنَعُ شَيْئًا، قَالَ‏:‏ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقُمْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَالْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ يَخْطُبُ، فَقُلْتُ‏:‏ الصَّلاَةَ رْحَمُكَ اللَّهُ، فَلَمَّا قُلْتُ ذَلِكَ احْتَوَشَنِي الرِّجَالُ، فَأَخَذُوا بِلِحْيَتِي، وَرَأْسِي، وَتَلاَبِيبِي، وَجَعَلُوا يَجِئُّونَ بَطْنِي بِنِعَالِ سُيُوفِهِمْ، وَمَضَوْا بِي إِلَى نَحْوِ الْمَقْصُورَةِ، فَدَخَلْتُ، فَقُمْتُ بَيْنَ الْحَكَمِ وَهُوَ سَاكِتٌ، فَقَالَ‏:‏ أَمَجْنُونٌ أَنْتَ‏؟‏ أَوَ مَا كُنَّا فِي صَلاَةٍ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ هَلْ مِنْ كَلاَمٍ أَفْضَلُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ قُلْتُ‏:‏ أَرَأَيْتَ لَوَ أَنَّ رَجُلاً نَشَرَ مُصْحَفًا يَقْرَؤُهُ غُدْوَةً إِلَى اللَّيْلِ، أَكَانَ ذَلِكَ قَاضِيًا عَنْهُ صَلاَتَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَحْسَبُكَ مَجْنُونًا، قَالَ‏:‏ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ جَالِسٌ تَحْتَ مِنْبَرِهِ سَاكِتٌ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَنَسُ، يَا أَبَا حَمْزَةَ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ تَعَالَى فَقَدْ خَدَمْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَحِبْتَهُ، أَبِمَعْرُوفٍ قُلْتُ أَمْ بِمُنْكَرٍ‏؟‏ أَبِحَقٍّ قُلْتُ أَمْ بِبَاطِلٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَلاَ وَاللَّهِ مَا أَجَابَنِي بِكَلِمَةٍ، فَقَالَ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ‏:‏ يَا أَنَسُ، قَالَ‏:‏ لَبَّيْكَ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ أَكَانَ وَقْتُ الصَّلاَةِ قَدْ ذَهَبَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلْ بَقِيَ بَقِيَّةٌ، فَقَالَ الْحَكَمُ‏:‏ احْبِسُوهُ، قَالَ يَزِيدُ‏:‏ فَأُقْسِمُ لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ، لَمَا لَقِيتُ مِنْ أَصْحَابِي كَانَ أَشَدُّ عَلَيَّ مِمَّا لَقِيتُ مِنَ الْحَكَمِ، قَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ مُرَائِي، وَقَالَ بَعْضُهُمْ‏:‏ مَجْنُونٌ، قَالَ‏:‏ وَكَتَبَ الْحَكَمُ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي ضَبَّةَ قَامَ إِلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَنَا أَخْطُبُ، فَقَالَ‏:‏ الصَّلاَةَ وَقَدْ شَهِدَ عِنْدِي الْعُدُولُ أَنَّهُ مَجْنُونٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ، إِنْ شَهِدَ الشُّهُودُ الْعُدُولُ أَنَّهُ مَجْنُونٌ فَخَلِّ سَبِيلَهُ، وَإِلاَّ فَاقْطَعْ يَدَيْهِ، وَرِجْلَيْهِ، وَسَمِّرْ عَيْنَيْهِ، وَاصْلُبْهُ، قَالَ‏:‏ فَشَهِدُوا عِنْدَ الْحَكَمِ أَنِّي مَجْنُونٌ، فَخَلَّى عَنِّي، قَالَ الْمُعَلَّى‏:‏ عَنْ يَزِيدَ الضَّبِيِّ، ثُمَّ مَاتَ أَخٌ لَنَا فَتَبِعْنَا جَنَازَتَهُ، فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا دُفِنَ تَنَحَّيْتُ فِي عِصَابَةٍ، فَذَكَرْنَا اللَّهَ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ، وَذَكَرْنَا مَعَادَنَا، فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ رَأَيْنَا نَوَاصِيَ الْخَيْلِ وَالْحِرَابِ، فَلَمَّا رَآهُ أَصْحَابِي تَفَرَّقُوا وَتَرَكُونِي وَحْدِي، فَجَاءَ الْحَكَمُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيَّ، فَقَالَ‏:‏ مَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، مَاتَ صَاحِبٌ لَنَا، فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ وَدَفَنَّاهُ وَقَعَدْنَا نَذْكُرُ رَبَّنَا، وَنَذْكُرُ مَعَادَنَا، وَنَذْكُرُ مَا صَارَ إِلَيْهِ، قَالَ‏:‏ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَفِرَّ كَمَا فَرُّوا‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ أَصْلَحَكَ اللَّهُ، أَنَا أَبْرَأُ سَاحَةً مِنْ ذَلِكَ، أَوَ مِنَ الأَمِيرِ أَفِرُّ‏؟‏ فَسَكَتَ الْحَكَمُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُهَلَّبِ، وَكَانَ عَلَى شُرْطَتِهِ‏:‏ أَتَدْرِي مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ هَذَا الْمُتَكَلِّمُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ‏:‏ فَغَضِبَ الْحَكَمُ، وَقَالَ‏:‏ أَمَا إِنَّكَ لَجَرِيءٌ خُذْهُ، فَأُخِذْتُ، فَضَرَبَنِي أَرْبَعَمِائَةِ سَوْطٍ، فَمَا دَرَيْتُ حَتَّى تَرَكَنِي مِنْ شِدَّةِ مَا ضَرَبَنِي، قَالَ‏:‏ وَبَعَثَ بِي إِلَى وَاسِطٍ، فَكُنْتُ فِي دِيمَاسِ الْحَجَّاجِ حَتَّى مَاتَ الْحَجَّاجُ، وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِي، وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، نَحْوَ حَدِيثِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ أَصْلَحُ حَالاً مِنَ الْخَلِيلِ بْنِ زَكَرِيَّا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

4480- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِمَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَقَالَ لِي أَصْحَابُهُ‏:‏ إِلَيْكَ يَا وَاثِلَةُ، أَيْ‏:‏ تَنَحَّ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ‏:‏ دَعُوهُ فَإِنَّمَا جَاءَ لِيَسْأَلَ، فَدَنَوْتُ، فَقُلْتُ‏:‏ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفْتِنَا عَنْ أَمْرٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ مِنْ بَعْدِكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لِتَفْتِكَ نَفْسُكَ، قُلْتُ‏:‏ وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكُ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ، قُلْتُ‏:‏ وَكَيْفَ لِي بِعِلْمِ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تَضَعُ يَدَكَ عَلَى فُؤَادِكَ، فَإِنَّ الْقَلْبَ يَسْكُنُ إِلَى الْحَلاَلِ، وَلاَ يَسْكُنُ لِلْحَرَامِ، وَإِنَّ وَرَعَ الْمُسْلِمِ أَنْ يَدَعَ الصَّغِيرَ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ فِي الْكَبِيرِ، قُلْتُ‏:‏ فَمَنِ الْحَرِيصُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الَّذِي يَطْلُبُ الْمَكْسَبَ فِي غَيْرِ حِلِّهَا، قُلْتُ‏:‏ فَمَنِ الْوَرِعُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الَّذِي يَقِفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ، قُلْتُ‏:‏ فَمَنِ الْمُؤْمِنُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَدِمَائِهِمْ، قُلْتُ‏:‏ فَمَنِ الْمُسْلِمُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، قُلْتُ فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ، الْعَلاَءُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ‏:‏ مَجْهُولٌ، وَلِآخِرِهِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ‏.‏

22- باب الإشارة إلى غلبة الأعاجم على المماليك الإسلامية وذهاب زينة الدنيا بذلّ العرب

4481- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تُرْفَعُ زِينَةُ الدُّنْيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ‏.‏

4482- حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ خَدِيجِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ بْنَ شَدَّادٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ، وَإِنَّ أَجَلَ أُمَّتِي مِئَةُ سَنَةٍ، فَإِذَا مَرَّ عَلَى أُمَّتِي مِئَةُ سَنَةٍ أَتَاهَا مَا أوَعَدَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

4483- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِلَى مِائَةِ سَنَةٍ يَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى رِيحًا بَارِدَةً طَيِّبَةً، يَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ‏.‏

4483- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا‏.‏

4483- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، نَحْوَهُ‏.‏

، وَقَالَ الرُّويَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا بَشِيرٌ،‏.‏‏.‏‏.‏ فَذَكَرَهُ‏.‏

إِسْنَادُ حَسَنٌ‏.‏

23- باب في المهدي وغيره من الخلفاء العادلين

4484- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن أبي يونس، ثنا أبو بحر، أن أبا الجلد حدّثه، وحلف عليه أنه لا تهلك هذه الأمة حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة، كلهم يعمل بالهدى ودين الحق، منهم رجلان من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، يعيش أحدهما أربعين سنة، والآخر ثلاثين سنة، ويكون خلفاء بعدهم ليسوا منهم‏.‏

4485- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَحْذَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَتُمْلَأُ الأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا، فَإِذَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى رَجُلاً مِنِّي، اسْمُهُ اسْمِي، أَوِ اسْمُ نَبِيٍّ، يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلاً، فَلاَ تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا، وَلاَ الأَرْضُ مِنْ نَبَاتِهَا، فَلَبِثَ فِيهِمْ سَبْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً، فَإِنْ كَثُرَ فَتِسْعَةً، يَعْنِي سِنِينَ‏.‏

، وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السُّوسِيُّ، قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ فَذَكَرَهُ‏.‏

وَقَالَ‏:‏ رَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

4486- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنِي الْمُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَضْرِبَهُمْ حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى الْحَقِّ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ وَكَمْ يَمْلِكُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ خَمْسٌ وَاثْنَيْنِ، قُلْتُ‏:‏ وَمَا خَمْسٌ وَاثْنَيْنِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ أَدْرِي‏.‏